
هكذا، وبكل بساطة، يُحوَّل المرفق العمومي إلى ما يشبه النُزل الصيفي، وتُختزل معاناة الوطن في توصية ترفيهية، فيما المواطن الغارق في دوامة الانتظار أمام شبابيك الإدارة لا يكاد يجد من يصغي إليه، ناهيك عن أن يجد من يخدمه.
إن مثل هذه الاجتماعات الاستعراضية، التي تُعقد فقط من أجل الصورة الإعلامية أو التلميع السياسي، لا تزيد المرافق إلا تيهًا، ولا الإدارة إلا شللًا. وهي جزء من سلسلة طويلة من القرارات الفارغة التي تكرّس واقعًا بيروقراطيًا قاتلًا، وتُمعن في ترسيخ منطق التعيين على أساس القرابة والجهة والولاء، لا على أساس المؤهلات والكفاءة والنزاهة.
ما تحتاجه الإدارة اليوم ليس عطلة داخلية، بل هزة داخلية؛ ثورة هادئة على كل الأوجه البالية التي تسيطر على مفاصلها: من ملف التوظيف، إلى منظومة التقييم، مرورًا بالعدالة في الترقية وتكافؤ الفرص. لا معنى لأي إصلاح لا يعيد الاعتبار للموظف الكفء، ولا يحرر الإدارة من أسر العقلية الضيقة التي تقيس الولاء بالدم، لا بالعمل.
إن المواطن الذي يضع ثقته في الدولة، ويراهن على مؤسساتها، يستحق أكثر من دعوات لأخذ قسط من الراحة. يستحق إدارةً تُنصفه، وتُعامله بكرامة، وتُنجز له الخدمة دون وساطة ولا إذلال. فهل يستفيق من بيدهم القرار قبل أن يلفظ المرفق العمومي أنفاسه الأخيرة؟
Wejahe ledhem