"محمية جاولينغ " نخرها الفساد المالي والإداري..

محميّة جاولينغ التي منحها الفساد الإداري وغياب التغييرات الإدارية, للداف ولد السهل ولد الداف, لأكثر من 20 عاماً، دون أن تقوم الإدارة الموريتانية بتغيير موقعه, وهذا يعني العطية، ورغم أن القانون يعارض بقاء الأفراد في مناصب لفترة طويلة نظراً لانعكاسات ذلك السلبية على المؤسسات ودورها التنموي، والتي أقلها انخفاض الكفاءة وانعدام الشفافية والنزاهة، وتقليل فرص التوظيف، فضلا عن اختطاف المؤسسة من طرف مديرها، الذي سيحوّلها مع مرور الوقت إلى مزرعة عائلية، وهذا بالضبط ما يحدث لمحمية جاولينغ الوطنية، التي منحها الإهمال وغياب الرقابة للمدير الداف طيلة عشرين عاماً، وسنعرج في هذا المقال، على مصير المخصصات المالية المشاريع البيئية التنموية، ينضاف لعمليات الفساد في المقال السابق.

ينفق الداف عبر يافطة إدارة هذه المحمية عشرات الملايين سنويًا بحجج واهية لا أثر لها على الأرض، التمويلات المخصصة لمشاريع حيوية تعنى بالبيئة، مثلا؛ مشروع BACoMaB و مشروع محمية الغلاف الجوي العابر للحدود RBTDS كلاهما أخذ طريقا مظلماً، ويعتبر مشروع RBTDS أحد البقرات الحلوب التي تدّر عشرات الملايين سنويا في جيب مدير المحمية، الداف ولد السّهل ولد الداف "محمية جاولينغ الوطنية" حيث يتولى إبن خاله؛ السيد الدحة الإدارة المالية والإدارية في المشروع حديث العهد، من أجل تسهيل عمليات الشفط المالي، وقد قام مشروع RBTDS بدعم مالي خلال العام الجاري تجاوز 146 ألف دولار، منحت على أربع دفعات مخصصة لحماية البيئة، والتي قدمتها الجهة المانحة بهدف القضاء على النباتات الضارة، فضلا عن دعم مشروع BACoMaB ينضاف هذا كله إلى المزانية المخصصة من طرف الدولة الموريتانية القادمة من دافعي الضرائب.

ورغم أن المشروع قدّم تمويلا ماليا معتبرا بعد رسائل الداف التي تدعي محاربة النباتات الضارة وخاصة نبات "التيفا" إلا أن الكثير من المهتمين بمجال البيئة، أكدوا أن النباتات الضارة تعود للنمو بعد فترة قصيرة بسبب الإهمال و نهب مخصصات التنقية. ومنذ أكثر من عشرين عاما والسيد الداف جاثم على رأس المحمية، وهذه واحدة من الاختلالات الإدارية الخطيرة الني تثبط جهود الدولة وتكبح قوتها، إن إهمال البيئة وتمكين الفاسدين من إدارة أهم مشاريعها الكوكب، لا شك أن له فاتورة باهظة أقلها، تلوث المياه، تغير المناخ، نقص التنوع البيولوجي فضلاً عن التأثيرات الصحية الأخرى، فاذا كان رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ومعالي الوزير الأوّل المختار ولد جاي، يدركان أهمية الكوكب ويعيان حجم مسؤوليتهما البيئية، عليهما إرسال الداف إلى بيته وإرسال مفتشية الدولة لتنظيف المحمية من درنه، وجدير بالذكر أن السيدة المدعوة مهلة رئيسة مجلس الإدارة لم تحضر لعملها في المحمية منذ ما يزيد على سنتين بسب سوء تفاهم مع المدير الداف، واستمرت مخصصاتها المالية تتهاطل عليها، حيث لا رقابة ومؤسسات الدولة بمثابة أملاك عائلية.

Sultan Elban سلطان البان
14-10-2024
LONDON