أزمة العنوسة ونقص الإنجاب في موريتاتيا..

تعتبر المرأة عانسا اذا تجاوزت الثلاثين من العمر. دون زواج، ويعتبر معضلة لبعض المجتمعات، ففي احدى مجتمعات الهند يتم اقتياد العانس إلى المحرقة اذا وصل عمرها الثلاثين دون زواج.
فتعطل أو تاخر المرأة عن الزواج والانجاب يؤثر على كيان المجتمع وعلى عوامل الاقتصاد والإنتاج للدولة.
فلأهمية الموضوع سنبين فيما يلي الأسباب الحقيقية للعنوسة
في موريتانيا والمنطقة عموما.

الأسباب:
1 * التقاليد والعادات المعيقة للزواج لدى المجتمع : كاشتراط "ابن العم" أو شريحة محددة من المجتمع ، أو كحبس الأخت الصغرى عن الزواج حتى تتزوج الكبرى أو المبالغة في طقوس الزواج....كما في موريتانيا .
2 * غلاء المهور ومتطلبات الزواج: كما هو الحال في لبنان والسودان حيث تصل نسبة العنوسة في لبنان 82 % من النساء في سن الزواج بالبلد.
3 * انشغال المرأة بالتعليم والعمل: فبذلك الانشغال الطويل كاولوية لها يتعداها قطار الزواج فتتقدم في العمر وتقل فرص زواجها لصالح الفتيات الأصغر سنا ، كما هو الحال في تونس لتصل نسبة العنوسة فيها 62% لذات السبب..
4 * تعطيل اتباع الشريعة الإسلامية في قضايا الزواج باتخاذ بدائل عنها كالعادات والتقاليد التي تمنع تعدد الزوجات و كذلك القوانين الوضعية التي تمنع الزواج المبكر وكلها اقرها الشرع الاسلامي .
5 * هجرة الرجال عن الأوطان: نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية والبئة الطاردة لهم كالبطالة كما هو الحال في موريتانيا والعراق وسوريا اذا تبلغ نسبة العنوسة في الأخيرتين 70%.
6 * غياب رأي رب الأسرة وهيمة قرارات المرأة المبالغة احيانا في شروط تزويج بناتها تقليدا لما تراه لدى الغير.
7 * سلبية العقليات والمعايير لدى الفتاة الآن في تحديد خياراتها والتشويش على تفكيرها مع دخول العالم الافتراضي اامفتوح في الانترنت وطغيان المظاهر المادية أمامها يجعلها تسرح في الخيال وتبتعد عن الواقع وعوامل الاستقرار وبناء الأسرة كهدف.

كل تلك الأسباب وهي مجتمعة ماثلة في المجتمع الموريتاني و حتى بدرجات أكبر من باقي المجتمعات الأخرى.
لذلك وجب على الدولة أن تعى خطورة نداعيات تفشي ظاهرة العنوسة و انخفاض نسب الخصوبة والانجاب على كيان المجتمع وعلى الاقتصاد وعوامل الانتاج وتضع الخطط الكفيلة بتغيير عقليات المجتمع السلبية ليتخلى عنها و ويزيل كل المعوقات دون تيسير الزواج ولتشجيع الزواج وتكوين الأسر الجديدة ماديا و تشريعيا.
فالصين البالغة ميار ونصف نسمة، اثبتت بأن كثرة السكان مع توفير التعليم للكل هي أهم عوامل التقدم والإنتاجية ، وهاهي كندا اليوم تطلب.مليون ونصف شخص من الخارج لتحريك العملية الاقتصادية وموريتانيا التي لم تبلغ بعد الخمس ملايين و رغم كبر مساحتها ووفرة مصادر ثرواتها الطبيعية مازلت في ذيل القائمة في التطور والنمو الاقتصادي وقد تكون قلة عدد السكان من بين العوامل المساهمة في تأخرها وركود العملية الاقتصادية والتنموية.

الإعلامي خطري عبدالله جفجاف