كلمة في حق القاضي الوقور باسم الثغر المختار ول الشيخ أحمد نموذج للنزاهة والشفافية.

في عالم تكثر فيه التحديات وتتعدد فيه المغريات، يبرز القاضي العادل المختار ولد الشيخ أحمد كنموذج نادر لرجل وهب حياته للعدالة، لم يحد عن طريق الحق، ولم يخضع لأي مؤثرات سوى ضميره الحي وقوانين العدالة التي أقسم على صونها.

لم يكن القاضي ولد الشيخ أحمد مجرد رجل يجلس على منصة القضاء، بل كان ضميرًا حيًا يجسد العدالة في أنقى صورها. كان قراره حاسمًا، لكنه ممتلئ بالرحمة، صارمًا في تطبيق القانون لكنه واعٍ بأن لكل قضية جوانب إنسانية تستوجب النظر فيها بحكمة. لم ينطق بحكم إلا بعد تمحيص الأدلة والاستماع بعناية لكل الأطراف، فكان ميزان العدالة في يده لا يميل إلا إلى الحق. والحق فقط ولا يخشى في الله لومة لائم، فلم تغره المناصب، ولم تبهره الوعود، ولم ترهبه التهديدات و التلميحات. كان نموذجًا نادرًا لقاضٍ لا يُشترى ولا يُباع، يؤمن أن القضاء رسالة، وليس مجرد وظيفة. رفض الرشاوى بأشكالها المختلفة، بل كان صارمًا في محاسبة كل من تسوّل له نفسه استغلال القانون لتحقيق مصالحه الشخصية.

لقد جمع القاضي ولد الشيخ احمد خصال نادرا ما تجتمع
في رجال القضاء فقد جمع بين العلم الواسع والسلوك القويم. لم يكن مجرد حافظٍ للقوانين المدنية، بل كان متعمقًا في علوم الفقه والشريعة الإسلامية، واعيًا بأدق تفاصيل القضايا، مستندًا دائمًا إلى الدلائل والبراهين. فقد شهد له القاصي والداني بالعدل والحكمة والإستقامة والتواضع رغم تحديات المهنة وما يعتريها، محترمًا لمن أمامه مهما كانت منزلته، متحدثًا بلباقة وحكمة، لا يرفع صوته إلا بكلمة الحق ولا يخشى في ذلك لومة لائم.

غادر القاضي عن منصبه في محكمة ولاية داخلت انواذيبو التي وصلها مطلع العام 2010 ليتم تعينه أواخر ديسمبر العام 2024 مدعيا عاما لدى محكمة الاستئناف في كيفة بولاية لعصابة وذاك من حظها، لكن اسمه بقي محفورًا في ذاكرة من عرفوه في مدينة أنواذيبو. لم يكن مجرد قاضٍ، بل كان ضميرًا حيًا، ومثالًا لمن يتمنى أن يكون العدل أساسًا لحياته. ترك خلفه إرثًا أخلاقيًا عظيمًا، وسيرةً ناصعةً تشهد له بأنه لم يظلم عنده أحد، ولم يُعرف عنه إلا النزاهة والشرف كواجب مقدس.
#منصة انواذيبو اليوم
#تابعونا