
يستغرب الكثير من المراقبين والمهتمين بشؤون الجاليات في الخارج من وجود بعض السفراء الذين يمكن وصفهم بـ"الصوريين"، إذ يقتصر حضورهم على المناصب والمظاهر الرسمية، بينما تغيب أدوارهم الحقيقية في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول وخدمة جالياتهم.
هؤلاء السفراء لا تجد لهم أثراً في معايدة المرضى من أبناء جاليتهم، ولا في متابعة مشاكل الطلاب، ولا حتى في الاستماع إلى هموم المواطنين بالخارج. بل إن بعضهم يكتفي بالجلوس في مكتبه المغلق، متكئاً على تقارير مضللة يرفعها أفراد لا يمثلون الجالية، وإنما يسعون لمصالح شخصية ضيقة.
نموذج حي لذلك هو أحد سفيرنا في تونس سيدي عالي ولد سيدي عالي الذي مضى على تعبينه سنوات في دولة عربية بجاليتها الكبيرة، دون أن يسجل له أي نشاط يذكر، لا لقاءات مع أبناء الجالية، ولا مبادرات للتعريف بثقافة بلده، ولا حتى حضور في المناسبات الاجتماعية المهمة. اكتفى الرجل بالظهور في حفلات بروتوكولية، بينما ترك الساحة لوسطاء متسلقين يقدمون معلومات مغلوطة على أنها "صوت الجالية"، في حين أن الجالية منهم بريئة براءة الذئب من دم يوسف.
إن استمرار هذا النمط من التمثيل الدبلوماسي لا يخدم لا الدولة ولا الجالية، بل يعمّق الفجوة ويعزز فقدان الثقة. والمطلوب اليوم هو مراجعة شاملة لأدوار السفراء، وربط مناصبهم بمردودية حقيقية في خدمة العلاقات الخارجية، والوقوف إلى جانب المواطنين في المهجر.
#تابعونا
#نواذيبو اليوم