تكريم يثير الاستغراب والسخرية والتندر...

أثار حفل التكريم الذي نظمته الهيئة المشرفة على معرض المأكولات البحرية في نواذيبو الكثير من الجدل والتساؤلات، بعد أن شمل أسماء وشركات يُعرف عنها استنزاف الثروة السمكية وحرمان الأسواق المحلية من المنتوج الوطني الذي يُصدَّر بالكامل إلى الخارج بحثًا عن الربح السريع.

فأي منطق هذا الذي يُكرَّم فيه من أفرغ الأسواق، وأرهق المستهلك، وأسهم في رفع الأسعار، وضيّع فرص العمل على أبناء الوطن؟ هل تحول التكريم إلى أداة دعائية للاستهلاك الإعلامي، أم إلى وسيلة لتبييض صورة شركات فقدت مصداقيتها لدى الرأي العام؟

إن ما حدث يُعد استخفافًا بعقول المواطنين والصيادين البسطاء الذين يواجهون صعوبات يومية في سبيل تحصيل قوتهم من البحر. فبدلًا من أن تُكرّم الجهود الحقيقية التي تسعى إلى تنمية قطاع الصيد وضمان استدامة الثروة البحرية، نجد التكريم يوجَّه لمن أسهم في استنزافها.

لقد أصبح مفهوم التكريم في كثير من المناسبات خاضعًا للمحاباة والعلاقات الخاصة، لا لمعايير الجدارة والمساهمة الوطنية. وبهذا الشكل، تتحول المنصات التي يُفترض أن تكرم المبدعين والمخلصين إلى مسرح لتلميع الوجوه وتزيين الفشل.

إن على الجهات المعنية أن تراجع معاييرها وممارساتها، وأن تضع في حسبانها أن احترام الثروة الوطنية والعدالة في توزيع فرص التكريم هما وجهان من وجوه النزاهة. أما تكريم من أرهق الوطن ونهب خيراته، فليس سوى تكريم للفساد بعينه.

ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا يحترم ثروات بلده لا يستحق أن يُرفع اسمه على منصات الشرف.
#نواذيبو اليوم
#تابعونا