
ما يجري اليوم في العاصمة نواكشوط لم يعد حوادث معزولة ولا يمكن تبريره بخطاب “الأمن مستتب”. نحن أمام جرائم تُرتكب بوحشية واستهتار خطير بأرواح الناس: سطو مسلح، اعتداءات جسدية واغتصاب، وعائلة بكاملها تُترك لمصيرها، فيما الجاني لا يزالون الجناة في أكثر الاعتداءات الاجرامية طلقاء دون أي تحرك جاد يطمئن الرأي العام.
الأخطر من الجريمة نفسها هو التطبيع معها عبر الإنكار والتلميع، وكأن الاعتراف بالخلل جريمة أكبر من وقوع الجريمة ذاتها. الأمن لا يُقاس بالتصريحات ولا بالبيانات الرسمية، بل بقدرة الدولة على حماية المواطنين، سرعة القبض على الجناة، وإنصاف الضحايا.
فحين يشعر المواطن أن المعتدي حرّ طليق، وأن الضحية تُركت وحدها، فهذا يعني أن هيبة القانون مهددة، وأن الإحساس بالأمان يتآكل يومًا بعد يوم. الصمت هنا شراكة غير مباشرة، والتقليل من خطورة ما حدث استهانة بكرامة الإنسان وحقه في الحياة والأمن.
#تابعونا
#نواذيبو اليوم

.png)

