ماذا بعد؟ سؤال مشروع وموقف واجب

بعد أن اتضحت الصورة كاملة، نؤكد أننا دعمنا رئيس الجمهورية وبرنامجه والحكومة المنبثقة عنه عن قناعة راسخة لا لبس فيها، لا طمعاً ولا انتظارا لمكسب، بل إيماناً بمشروع وطني شامل يخدم مصلحة الوطن والمواطن.

لقد سعينا، منذ البداية، إلى أن نكون عند مستوى ثقة فخامة الرئيس، وعملنا بكل ما أوتينا من جهد على تسويق برنامجه، خاصة بعد تشكيل حكومة كفاءات وطنية بامتياز، نرى فيها تجسيداً حقيقياً لخيار الإصلاح والجدية.

كنا – ولا نزال – ننتظر أن تُتاح لنا الفرصة لتقديم ما منّ الله به علينا من أفكار إيجابية ومبادرات بنّاءة، تخدم المسار وتدعم الاستقرار وتُعزز النجاح. وقد عملنا على مدار الساعة للتصدي لأعداء الوطن المأجورين، والدفاع عن الدولة ومؤسساتها، إيماناً منا بأن هذا واجب وطني لا يُشترط عليه مقابل.

غير أنه لم يعد مقبولاً أن يُترك من ناضلوا ودافعوا وساندوا على قارعة الطريق، ولا أن يُقصى المخلصون في الوقت الذي تُفتح فيه الأبواب لغيرهم بلا معيار واضح.

إننا نؤكد، بكل وضوح، أن من حقنا المشروع المطالبة بلقاء رئيس الدولة، خاصة حين لا نجد أنفسنا ممثلين أو منسجمين مع الحزب السياسي المحسوب على النظام. فمن غير المنطقي أن يستمر الدعم دون حد أدنى من التواصل أو الربط السياسي والتنظيمي.

إذا كانت الرغبة في الاستمرار قائمة، فإن العلاقة بيننا وبين الحكومة يجب أن تُحدَّد بوضوح، على الأقل من حيث الاعتراف بالوجود، والاستماع، وفتح قنوات تواصل مباشرة. فنحن موجودون، وهدفنا واحد: النجاح، واستمرار النهج، وحماية المسار.

هذه ليست شكوى، بل رسالة مسؤولية، وليست تهديداً، بل مطالبة بحق سياسي مشروع، نابع من الولاء للدولة لا للأشخاص، ومن الإيمان بالمشروع لا بالمواقع.

عن مجموعة كفانا فساداً
الرئيس الباشا عبدالله