في مؤتمر صحفي عقد في الـ9 من نوفمبر عام 1989، صدرت عن الناطق باسم الحكومة في ألمانيا الشرقية غوتنر شابوسكي زلة لسان، لم تكن عادية بل أصبحت تاريخية وباتت مقدمة لانهيار جدار برلين، الذي قسّم ألمانيا طوال 3 عقود.
وردا على سؤال حول موعد تنفيذ قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالسفر إلى ألمانيا الغربية، تررد شابوسكي قبل أن يجيب:" حسب علمي سيدخل حيز التنفيذ في الحال"، وما أن سمع مواطنو ألمانيا الشرقية بالتصريح، حتى سارع الآلاف منهم صوب المعابر التي تفصل الدولتين في برلين.
أوقفت حرس الحدود المواطنين الألمان عدة ساعات على 8 معابر حدودية، قبل أن يتراجعوا ويفتحوا المعابر، وسمحوا لآلاف بالسفر إلى الشطر الغربي من المدينة واعتبرت تلك الحادثة نهاية تقسيم ألمانيا إلى دولتين.
وشابوسكي الذي توفي الأحد في برلين عن 86 عاما، كان ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الموحد الذي كان يحكم البلاد بقضبة حديدية.
ولد شابوسكي في الرابع من يناير عام 1929، في ولاية مكلنبورغ فوربومرن شمال ألمانيا، ودرس الصحافة في جامعة كارل ماركس.
وعمل محررا لمجلة نقابة المهنيين، وانضم إلى الحزب الاشتراكي الألماني الموحد في ألمانيا الشرقية عام 1952. وفي عام 1978 أصبح رئيس تحرير صحيفة "ألمانيا الجديدة" التي تعد لسان حال الحزب الاشتراكي. وأصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب عام 1981.
وفي 28 نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية.
وبعد إعادة توحيد ألمانيا، عاد شابوسكي إلى الصحافة، حيث أصدر صحيفة أسبوعية محلية عام 1992، لكن الحقبة الماضية من تاريخ ألمانيا ظلت تلاحقه، حيث جرت محاكمته مع اثنين آخرين من الحزب الاشتراكي بتهمة التورط في قتل مواطنين من ألمانيا الشرقية حاولوا الفرار عبر الجدار الذي يفصل ألمانيا الشرقية عن الغربية، وحكم عليه عام 1997 بالسجن 3 سنوات بعد أن أقر بأنه مذنب، وأمضى في السجن عاما واحدا، بعد تلقيه عفوا عاما. وبعد خروج من السجن عملا مستشارا سياسيا لقيادي في الحزب الديمقراطي المسيحي عام 2001.
وظل شابوكسي مقيما في برلين وعانى في السنوات الأخيرة من صراع مع المرض والسكتات الدماغية قبل أن يفارق الحياة الأحد.