حالة من الذهول والصمت تسيطر على والدة الشهيد المقدسي عمر سكافي أثناء استقبالها المعزين بنجلها
غرد النص عبر تويتر
الذي غادر المنزل ليشتري الخبز ولم يعد، إذ كانت رصاصات الغدر أقرب من عودته سالما إلى حضن والدته.
ويجمع أقارب الشهيد سكافي الذي ولد في الـ29 من أغسطس/آب 1996 بلدة بيت حنينا في القدسالمحتلة على شخصيته الهادئة واتزانه وتفانيه بالعمل ليعيش حياة كريمة وأدها الاحتلال وهو على أبواب العشرينيات من العمر.
وتجلس بجوار الأم شقيقتها سائدة سكافي التي ارتقى ابنها إبراهيم شهيدا أيضا قبل شهر في مدينةالخليل بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه بزعم محاولته تنفيذ عملية دعس ليتبين لاحقا أنه حادث سير غير مقصود، وتقول سائدة "أواسي شقيقتي وأنا مكلومة مثلها، استشهد ابني في الرابع من نوفمبر الماضي، وما زلت أعيش حالة من الصدمة، وها نحن نفجع مرة أخرى باستشهاد عمر".
وتتابع "عندما سمعت بنبأ استشهاد عمر عشت نفس اللحظات التي تلقيت بها نبأ استشهاد ابني إبراهيم، الاحتلال فجعنا مرتين باستشهادهما، صحيح أننا حزينون جدا على فراقهما لكننا مطمئنون لأنهما في جنان الخلد".
والدة الشهيد عمر سكافي ناشدت العالم الضغط على الاحتلال لتسليم جثمانه (الجزيرة)
ثلاجات العذاب
"في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري عاد عمر من عمله، استحم وصلى العشاء وطلب مني تأجيل تحضير الطعام حتى يعود للمنزل، حيث خرج ليشتري الخبز وبعد أقل من ساعة تلقينا نبأ استشهاده عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية"، هذا ما أكدته رائدة سكافي والدة الشهيد عمر.
وأضافت في حديث للجزيرة نت "لا أعلم ماذا حصل معه بالضبط، ولم أتوقع يوما أن أكون أما لشهيد، فهذا مصاب أقسى من أن يتحمله قلب أم، ومع ذلك أنا مؤمنة وصابرة بإذن الله".
وتابعت "ابني ارتقى شهيدا إلى جوار ربه وأنا راضية بهذا القدر، لكن الشيء الوحيد الذي يطفئ نار قلبي عليه هو أن أدفنه لأطمئن، لا أريد أن يوضع بالثلاجات فإكرام الميت دفنه، لذا أناشد جميع العالم ليساعدني في استلام جثمان ابني لدفنه".
هبه سكافي: الاحتلال قتل عمر بعد شهر واحد من قتل ابن خالته في الخليل (الجزيرة)
معاناة العائلة
بدورها، أكدت شقيقة الشهيد هبه سكافي (12 عاما) أنها كانت أول من علم بالنبأ من خلال تصفحها موقع فيسبوك بعد أن رأت صورة لعمر وهو ملقى على الأرض مضرجا بدمائه، عندها عرفته من الملابس التي كان يرتديها، وذهبت مسرعة لأمها واخبرتها بأن عمر استشهد.
وقالت للجزيرة نت "منذ رحيل عمر أذهب لسريره وأنهار عندما أراه خاليا لأنني متأكدة أنه لن يعود للنوم عليه مجددا".
وأضافت "الرصاصات القاتلة التي اخترقت جسد عمر وانتهكت حقه بالحياة لم تكن الألم الأول الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي للعائلة، فقد سبق أن هدمت سلطات الاحتلال منزل العائلة في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، كما أقدم جنود الاحتلال على إعدام ابن خالته إبراهيم سكافي قبل شهر".
وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية انتفاضة القدس مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي 117 في مختلف المحافظات الفلسطينية، ادعى الاحتلال في عشرات الحالات منها أنهم أقدموا على تنفيذ عمليات دعس أو طعن ضد المستوطنين أو جنود الاحتلال، فيما تدحض هذه المزاعم روايات لشهود العيان على الأرض، ومقاطع الفيديو التي تبرئ معظم الشهداء من تهم الاحتلال الباطلة.