تواصلت ردود الأفعال الدولية الداعمة للموقف السعودي بعد قطع العلاقات مع إيران على خلفية الاعتداء الذي تعرضت له البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد.
وخلال حملة الاستنكار الدولية الواسعة عبر أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عن إدانته الشديدة للاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، مما أدى إلى اقتحامهما وإحداث أضرار جسيمة.
وأشار أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان صحفي إلى "مبدأ حرمة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية"، مشددين على "التزام الحكومات المضيفة باتخاذ جميع الخطوات الملائمة لحماية تلك الأماكن ضد أي اقتحام ومنع ما قد يعكر صفو السلام بهذه البعثات أو يمس مكانتها"، وفق نص البيان.
ودعا أعضاء مجلس الأمن السلطات الإيرانية إلى "حماية موظفي وممتلكات البعثات الدبلوماسية والقنصلية، والاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية بهذا الشأن"، مؤكدين على ضرورة أن يواصل الأطراف الحوار واتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيف التوتر في المنطقة.
من جهته عبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في اتصال هاتفي أجراه اليوم الثلاثاء مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، عن "استهجانه" للهجوم الذي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.
أما تركيا فقد وصفت الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بأنه "أمر غير مقبول"، وشددت وزارة الخارجية التركية في بيان لها على ضرورة حماية البلد المضيف لهذه البعثات وفقا لاتفاقية فيينا التي تنص على حصانة مقار البعثات الدبلوماسية وصيانة أمنها، وفق البيان.
في غضون ذلك صعدت دولة الكويت من لهجتها تجاه إيران، فبعد أن سحبت سفيرها صباح اليوم من طهران، استدعت في المساء السفير الإيراني بالكويت وسلمته مذكرة احتجاج خطية.
وأوضح نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله أن المذكرة أكدت شجب دولة الكويت لهذه الاعتداءات السافرة وضرورة احترام إيران التزاماتها الدولية تجاه البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها وحماية أطقمها الدبلوماسية.
وبيّن أن المذكرة تضمنت كذلك التأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيراً إلى أن "حماية البعثات هو مبدأ يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة ويسهم في تعزيز مساعي بناء الثقة بين الدول وينسجم مع البيان الصادر عن مجلس الأمن صباح اليوم بهذا الشأن"، على حد تعبيره.
تواصلت ردود الفعل المنددة بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية، حيث عبرت ماليزيا عن إدانتها الشديدة للاعتداءات، وطالبت طهران بضرورة حماية البعثات الدبلوماسية.
وأكد وزير الخارجية الماليزي أنيفة أمان أن على السلطات الإيرانية اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية مباني السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في بلادها ، مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية للقبض على العقل المدبر وراء تلك الاعتداءات.
في باكستان ارتفع مستوى حدة الغضب الشعبي تجاه الموقف الإيراني، حيث أكد مجلس علماء باكستان أن الاعتداءات التي تعرضت لها الاعتداء على البعثات السعودية و"التصريحات العدائية" الصادرة من جانب المسؤولين الإيرانيين "كشفت الوجه الحقيقي للنظام الإيراني الذي يدعم العناصر الإرهابية"، وفق تعبير المجلس.
وحذر رئيس المجلس الشيخ طاهر محمود الأشرفي في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء في مدينة كوجرانواله في إقليم البنجاب الباكستاني، مما وصفه بـ"السياسة السلبية التي تؤديها إيران في المنطقة ودعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلها في شؤون الدول الإسلامية"، مؤكدا أن "النظام الإيراني يشكل خطراً على وحدة وتماسك الأمة الإسلامية"، على حد تعبيره.
وأضاف الأشرفي خلال المؤتمر الصحفي أن "ردة الفعل الإيرانية ضد تنفيذ أحكام الشريعة بحق الإرهابيين في المملكة تدل على أن إيران دولة راعية للإرهاب وتدعم الإرهاب وتؤجج الفوضى بشكل منظم في بلاد الحرمين الشريفين".
دائماً في باكستان حيث أعلنت جمعية أهل الحديث المركزية دعمها وتأييدها لقرار قطع العلاقة الدبلوماسية مع إيران بعد الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية.
وأوضح نائب رئيس الجمعية وعضو المجلس الأعلى للفكر الإسلامي بحكومة باكستان الشيخ محمد علي أبو تراب، في تصريحات صحفية، أن الجمعية بعلمائها وأعضائها والشعب الباكستاني يستنكرون "التصريحات العدائية الصادرة من جانب المسؤولين في إيران ضد تنفيذ الأحكام القضائية الشرعية بحق الإرهابيين".
وأضاف في السياق ذاته أن "موقف إيران يدل على أنها تجهل شرع الله وتؤيد الإرهاب والعناصر المتطرفة داخل الدول الإسلامية من الحوثيين والإرهابيين"، على حد قوله.
وتثير الأزمة الدائرة بين السعودية وإيران قلق المجتمع الدولي خشية تأثيرها على مساعي المفاوضات في الأزمة السورية، وصب الزيت على نار منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.