فى عملية تعتبر هي الأولى من نوعها تمكنت عناصر فرقة الدرك الوطني المرابطة على المعبر الحدودي 55 بقيادة المساعد سيدي ولد محمد فال من إحباط محاولة تهريب شحنة معتبرة من المخدرات عبر الحدود الموريتانية المغربية.
وذلك بواسطة شاحنة لنقل الخضروات ،حيث تمكنت الفرقة من مصادرة كميات معتبرة من المخدرات وإعتقال شخصين يتواجد من بينهم زعيم أكبر شبكة لتهريب المخدرات فيما يجري البحث عن شخص ثالث وهو المورد الذي كان بصدد إدخال الشاحنة عن طريق الإجراءات المعهودة التى يتبعها أصحاب الشاحانات خلال دخولهم الى الاراضي الموريتانية.
ووفق معلومات حصلت عليها "صحيفة أنواذيبو أليوم " أن قائد الفرقة المساعد سيدي ولد محمد فال كان يرابط أمام مركز التفتيش مع عناصر فرقته كعادته أثناء المداومة اليومية حوالي الساعة 18.13 دقيقة من مساء يوم أمس الإثنين، وبينما هو يتناول أطراف الحديث مع أحد عناصره حول تنظيم حركة المرور بإتجاه المعبر جاء دور على إحدى الشاحنات التى كانت متوقفة عند البوابةفى إنتظار الإذن بالدخول الى الأراضي الموريتانية .
وبعد أن أصدر العنصر الأمني أوامره الى سائق الشاحنة بدأت تتحرك بإتجاه الحاجز الأول وعند عبورها نزل السائق وأتجه الى مركز الدرك مصلحة التسجيل وذلك من أجل إنهاء الإجراءات الروينية التى يتبعها أي عابر الى الارضي الموريتانية غير أن اليقظة والتمتع بالحس الأمني قاد قائد الفرقة الى مركز التسجيل لإلقاء نظرة على سلوك الاشخاص المتواجدين فى طابور الإنتظار وبقي يراقب تحركات بعض الأشخاص المثيرة للريبة والشك .
لكن نظره وتركيزه سرعان ما وقعى على سائق الشاحنة الذى وصل للتو وهو يحاول إجراء إتصال بهاتفه النقال ويردد بعض العبارات كما أن السائق بدى عليه الارتباك لانه كان خائفا من طول الطابور وبدى فى عجلة من أمره تارة يحدق الى الشاحنة وتارة ينظر الى حركة العناصر الأمنية المتواجدين حول محيط الشاحنة ,أثناء ذلك تقدم قائد الفرقة نحو السائق وسأله عن جواز سفره وبطاقة الشاحنة الرمادية فأخرج السائق الوثائق من محفظته وقدمهما للضابط الذى كان يتمعن أكثر فى سلوك الرجل, الذي ربما حاله يكفى عن سؤله.. ثم ساله عن إسمه فرد عليه السائق.. أن الإسم موجود فى جواز السفر فاستغرب القائد من سلوك الرجل وتأكدت بعض شكوكه, ليقوم قائد الفرقة بالتوجه نحو الشاحنة وإحضار (الضابطة إيليزا ) وهي ضابطة من الدرك برتبة ملازم تابعة لفرقة الويجار (الكلاب المدربة) حاصلة على عدة جوائز وطنية ودولية فى الكشف عن المخدرات والاسلحة والمتفجرات وكل ما من شأنه أن يشكل خطرا على البشرية تقدمت الضابطة إيليزا الى الشاحنة وهي تَمشِي الهُوَينَا كَمَا يَمشِي الوَجي الوَحِلُ لتبدأ فى مهمتها الرسمية رغم تلطيخ المنطقة بمواد التمويه المستعملة بغرض تضليلها ، غير أن دهاء أليزا فاق دهائهم و لم تكترث لذلك وعندما اشرفت دورتها على الإنتهاء حول الشاحنة أطلقت الإنذار الأول الى الضابط من خلال شكلية معينة من النباح أصدرته يفيد بأن هناك ما يوحي الى الشك والريبة فأنطلقت فى دورتها الثانية حول الشاحنة لتقطع الشك باليقين وتطلق نباحا متواصلا وخلال ذلك فهم قائد الفرقة أن تريزا على صواب فى شكوكها.
بعدذلك أمر قائد فرقة الدرك الوطني الملازم سيدي ولد محمد فال بإحضار لحام ونزع قطع من الهيكل الذي تم لحمه على قطع معدنية متساوية مع الهيكل الأصلي للشاحنة وهي عملية فى منتهى الدقة لكن الحس الأمني أقوى من ذلك و ما إن تم نزع الطبقة الأولى من المعدن الملحوم فى جسم الشاحنة ظهر أوكيس من شحنة المخدرات المخبأة داخل الشاحنة التى تجاوزت 369 كلغ من الغنب الهندي عالي الجودة .
حيث تمت مصادرة الشاحنة والكمية وتوقيف شخصين ويجري البحث عن ثالث وهو مورد موريتاني تم تحديد هويته من قبل مصالح الدرك الوطني ويعتبر ألقبض عليه مسألة وقت فقط بحسب ما افادت به مصادرنا فيما حضرت النيابة العامة ممثلة فى وكيل الجمهورية وقائد الدرك على المستوى الجهوي لمعاينة الكمية والإدلاء لوسائل الإعلام المحلية بتصريح حول الواقعة .
وبهذا تكون الدرك الوطني على مستوى ولاية داخلت أنواذيبو قد أنجزت عملا لايستهان به ويستحق الإشادة والتكريم بعد إحبطها لأكبر عملية تهريب للمخدرات عبر المنفذ الحدودي 55 وتضع حدا للشبكات الإجرامية العابرة للحدود المتخصصة فى تهريب المخدرات التى أدركت من خلال هذه العملية أن المعبر الشمالي لموريتانيا لديه رجال أفذاذ يواصلون ليلهم بنهارهم من أجل تأمين الوطن والمواطن من الشبكات الإجرامية التى تفتك بالمجتمعات من خلال بث سمومها .
خاص : تصوير وتحرير انواذيبو أليوم