تصدع هيمنة العصابة/ سيدي علي بلعمش

تعيش موريتانيا اليوم لحظة مراجعة ذاتية على مستوى الأفراد و الجماعات و المؤسسات:ـ كل شخص في البلد اليوم ، يحاسب نفسه على نصيبه من المسؤولية في ما يحدث فيه من جرائم قتل و سطو و خطف و اغتصاب و ظلم ، لا سيما إذا كان ممن ابتلاهم الله بلعنة الذهاب في ركب هذه العصابة المجرمة الحاكمة التي حولت سكينة بلادنا الطيبة إلى هذا الواقع المرعب : الآباء ينهبون البلد و الأبناء  في مأمن من العقوبات ـ في سياراتهم المظللة ، بدون أرقام ـ يحولون حياة الناس إلى جحيم و الأقارب يستحوذون على الامتيازات في الصفقات و الوظائف و الامتحانات و الاستثناءات في كل مجالات الحياة..  

 

 

ـ لا حديث لأي جماعة موريتانية اليوم إلا عن جرائم النظام و فساد العصابة المختطفة للبلد و حقارة أساليبها و انكشاف حقائقها و التوق مع بعض اليأس، إلى متى سترحل و كيف سترحل..  

ـ كل المؤسسات الاجتماعية و السياسية و التجارية، من منظمات مجتمع مدني و أحزاب و مؤسسات تجارية و نقابات و تعاونيات علقت أنشطتها في انتظار رحيل هذه العصابة التي جاءت على الأخضر و اليابس..

لا علم لدي بأي استثناء في البلد غير ولد الطيب و ولد محم خيره و بيجل و بنت التقي ؛ حتى بنه ولد الشنوف و افيليلي و “حرية ميديا”  أصبحوا على حافة التمرد..

أريد أن أبشر الشعب الموريتاني و أؤكد له أن عصابة ولد عبد العزيز انتهت و أن الجميع اليوم ينبذها بما فيه أقرب الناس إليها (ظاهريا) و باستطاعة أي منكم أن يتأكد من ذلك من خلال لقاءاته العادية بالجميع و ما يسمعه في أحاديث الناس اليومية..

تقول المعارضة الموريتانية إن عملها التعبوي و التحريضي هو ما جعل الناس تدرك خطورة هذه العصابة التي تسميها المعارضة نظاما و تسمي قائدها رئيس الجمهورية (و هي إساءة إلى موريتانيا و شعبها أكبر بكثير من تغيير العلم و النشيد الوطني ): ولد عبد العزيز لص حقير يقود عصابة أشرار عاثت فسادا في بلد لا يمت إليه بأي صلة . و سيأتي يوم قريب تسمعون فيه كل جهة تبرر مشاركتها في جرائم ولد عبد العزيز بالأكاذيب : و أنا أؤكد لكم أن الفضل في وعي الجميع بخطورة هذه العصابة الشريرة يعود إلى عاملين أساسيين يختلطان في بعدهما و هما : الجوع و جشع العصابة نفسها.

يعتقد الكثيرون اليوم أن ما حدث في مجلس الشيوخ كان عرضيا ، أي مجرد ردة فعل تعود في الأساس إلى الإساءة إليهم من طرف الغبي ولد عبد العزيز و عصابة وزرائه التي تولت شرح خطيئة النعمة التي يسمونها خطابا، فكانوا كمن يشرح الماء بالماء ليؤكدوا للجميع أن ما في الجبة غير سذاجة ولد عبد العزيز و حقارة من يتولونه.

أريدكم أن تفهموا أن أعضاء مجلس الشيوخ شخصيات تقليدية متمرسة، كان باستطاعتها و بطرق عديدة أن تحول حل مجلسها إلى مصدر استرزاق يدر عليها دخلا أكبر و فوائد أكثر و وظائف أهم. لكنهم أدركوا خطورة ما يدفعهم ولد عبد العزيز إليه و رفضوا أن يدمر موريتانيا بأيديهم و قام الشرفاء منهم و بتنسيق محكم مع شرفاء في البرلمان (الغرفة السفلى) و جهات ثقة أخرى ، لا برفض التصويت على التعديلات الدستورية كما يكرر الإعلام المأجور و إنما بنسف أجندة  ولد عبد العزيز الشيطانية  التي كانت ستدخل موريتانيا مأزقا يبحث عنه ولد عبد العزيز للخروج بما نهب و ترك موريتانيا من دون سلطة مركزية لمتابعته.

لقد تم الاتفاق مع البرلمان على تمرير الأجندة لكي لا يحله ولد عبد العزيز و أن يتم توقيف المخطط على مستوى مجلس الشيوخ الذي لا يستطيع حله ، لأن حل البرلمان حينها كان سيحدث هزة قد تفقد الجميع إمكانية السيطرة على المسار و تلغي بالبلد في فوضى لا تحمد عقباها.. فكان الأفضل أن يبقى البرلمان لغايات أخرى و أن يتولى مجلس الشيوخ تدمير المخطط بعد التأكد من مواقف و ثقة من تعهدوا  بمواجهة مخطط ولد عبد العزيز الجهنمي (إذا صدق ولد عبد العزيز هذا الكلام سيقع  في ما نتمنى أن يقع فيه من أخطاء و إذا لم يصدقه سيقع في الحفرة التي كان يحفرها لشعبنا)..

كان على المعارضة و أعني بها الشخصيات و النقابات و منظمات المجتمع المدني و الأحزاب و القوى الصامتة، أن تقرأ ما حدث بجدية أكثر و نمطية أقل و تعطي البرلمان فرصة تركيع ولد عبد العزيز ليتأكد الجميع أنه لا يأتي دون مجلس الشيوخ في شيء ؛ كان على “المعارضة” أن تشكل تحالفا من 33 منظمة و نقابة و حزب سياسي (لأن ولد عبد العزيز يؤمن كثيرا بالخرافة و قد أصبح يتطير من العدد 33) و يقدموا إلى البرلمان ملتمس حجب ثقة عن نظام ولد عبد العزيز و سترون أن المعارك ستأخذ منحنى لا أحد كان يتصوره في البلد.

ـ إن ما يقوم به اليوم مجلس الشيوخ ، معارك نوعية طلائعية على مستوى عال جدا و راق جدا و مؤثر جدا ، و يحتاج وقفة شعبية تضامنية على مستوى شجاعتهم و تضحياتهم . و لا تنتظروا أبدا أبدا أن تتم هذه الوقفة التضامنية من طرف منتدى المعارضة الذي يرفض المشاركة في أي عمل نضالي لا يقوده و يسجل باسمه و ينتهي إلى لعبة سياسية مائعة على يده.

مجلس الشيوخ اليوم لا يحتاج تبرعاتكم و لا يحتاج آراءكم و إنما يحتاج تفاعل الشباب في الصحف و المواقع الاجتماعية و الشارع معه.. إنه يقود انتفاضة شعبية جادة و موضوعية و مكتملة أسباب النهوض و النجاح، لا يمكن أن يجهضها غير المعارضة الموريتانية: على الشباب الموريتاني اليوم أن يقول لأحزابه إن الشارع فضاء تمرد مفتوح لن يكون حاسما ما لم تكن الكلمة الأولى و الأخيرة فيه للشباب.

 
إن النمطية التي يفكر بها السياسي الموريتاني المتعود على الهزائم و ابتلاع خجل الهزائم و تبرير الهزائم هي أكثر ما يخدم هذه العصابات الاستفزازية الأساليب. و ها قد جاءت الفرصة لتجاوزهم و على الشباب أن لا يضيعها.

ـ كل شيء اليوم في البلد أصبح على حساب البرلمان: ولد عبد العزيز يهدده بالحل.. تولى فضيحة تمرير التعديلات و أوقفها مجلس الشيوخ.. كان يصف مجلس الشيوخ بغرفة التسجيل و أصبح الأخير يصفه بغرفة التصفيق.. فلماذا لا تعطوه فرصة الرد على إهانته لتروا ماذا سيفعل؟

يرى البعض أن تقديم ملتمس حجب ثقة إلى البرلمان يعني الاعتراف الضمني ببرلمان لم يشاركوا في الانتخابات التي أفرزته : أنتم لم تشاركوا مع ابن دارو مستي في الانتخابات التي أوصلته إلى السلطة و تطلقون عليه رئيس الجمهورية و تأخذون التراخيص من وزارة داخليته للدخول إلى الحمام و تضنون بالاعتراف، على برلمان من أبناء بلدكم (على الأقل) !؟ فبأي منطق تفكرون؟

تصوروا ماذا سيحدث لو قدمتم هذا الملتمس بكل مبرراته الصارخة و قبله البرلمان و أيده مجلس الشيوخ؟

لقد أصبح من الواضح أن أصحاب الشعارات الكاذبة في صفوف المعارضة لا يريدون أن تخرج موريتانيا  من مأزقها لأن خروجها منه يعني أن الحياة ستلفظهم ، فأصبحوا يعيشون على سمسرة الأزمات و هذا ما ينبغي للشباب المؤدلج بصفة خاصة أن يدركه و يتدارسه داخل أحزابه و يتحلى بشجاعة إثارته أمام قادته الذين أفسدوا زمنهم و يريدون إفساد زمن غيرهم.

إن دعوة المنتدى إلى الحوار (من دون حتى إشعار بقية المعارضة) و محاولاته المتكررة للانفراد بقرار المعارضة  الموريتانية و الحديث باسمها و تسلل قادته تحت طاولات الحلول الانهزامية ، هو ما أوصل موريتانيا إلى هذا الحد : ما كان عقل بدائي و جاهل مثل ولد عبد العزيز ، تحيط به مقبرة من بقايا أتباع القومية التي خانت العراق و صفقت للغدر بصدام حسين و تلذذت بإهانة الماجدات العراقية ، أن يسود 10 سنين في بلدنا ، إلا بسبب خيانة هذه المعارضة التي لم تكسب أي معركة على امتداد حوالي 50 سنة أمام أنظمة ضعيفة كلها  و منبوذة كلها من المجتمع .

غبي و ساذج حد الشفقة عليه، من يعتقد أن ولد عبد العزيز يمكن أن يعني له النشيد الوطني أو العلم الموريتاني أي شيء سلبا أو إيجابا أو ما بينهما  إنها طُعم صنارة جرائم ولد عبد العزيز الذي ابتلعته المعارضة الغبية : ليس من حق ولد عبد العزيز و بيجل و مسعود أن يلمسوا دستور بلادنا بأياديهم القذرة، انتهى ، انتهى ، انتهى…

ـ لقد انتهينا بشكل قاطع، لا عودة إليه من ترشح ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة. و حين وقف بكل ثقة من نفسه و قال لن أتحدث عن ذلك قبل وقته، أرغمناه أن يعلنها في الملأ قبل أزيد من عامين من الموعد الذي تحدث عنه، لتأتيه رسائل العالم المؤيدة لقراره قصد الإحراج و سد طريق العودة عليه لا من أجل سواد عيونه كما تهلل جوقته السخيفة.

ـ لم يبق أمام ولد عبد العزيز إلا أن يفكر في خلف له يحميه و يغطي على جرائمه في حق الوطن: لا يختلف اثنان اليوم في موريتانيا على هذا الموضوع ، بما يعني أولا أن كل من يساعده في الخروج من مأزقه مجرم في حق هذا البلد و ستتم مساءلتهم واحدا واحدا و معاقبتهم جميعا على خيانتهم للوطن و تواطئهم مع من نهبوه و دمروه و احتقروا أهله.

و حين وجد ولد عبد العزيز نفسه أمام هذا الخيار الوحيد ، أخذ لائحة مرتزقة أجندته الشيطانية ، فكانوا جميعا بين واحد من اثنين : من لا يمكن لأي معجزة أن توصله إلى الحكم بسبب بغض الناس له و من لا يمكن أن يثق ولد عبد العزيز في أن يتحمل وزر جرائمه حين يجلس على كرسي الرئاسة أمام شعب تطالب جميع مكوناته بمعاقبة من نهبوا خيراته و أفسدوا حياته و احتقروا أهله ، فتمت فبركة سيناريو كامل لخلق واقع جديد تقوده “نخب” جديدة لخلط الأوراق ، لن تكتمل بنيته قبل موعد الانتخاب بوقت كافي لظهور عيوبه و كذبته (كما حدث مع المنطقة الحرة و مشروع مدينة رباط البحر و مصنع تركيب الطائرات الصغيرة… و غيرها من أكاذيب ولد عبد العزيز السخيفة)؛ هذا الواقع الجديد هو جريمة “المجالس المحلية” التي يفوت الناس اليوم أن تتساءل كيف يقوم “نظام” بتغيير جذري في بنية دولة في آخر لحظة من آخر مأمورية له؟؟ . و لن يبلغ ولد عبد العزيز هذا الهدف على كل حال، لأننا سنحاصر كل فكرة تدور في رأسه . لقد كانت نقطة ضعفنا في اعتقادنا أن المنتدى جزء من الحل في حين كان جزء لا يتجزأ من المشكلة .. تماما مثل مسعود و بيجل و ولد أمين. اليوم أفرزت الساحة أبناء انتفاضة الشعب التي لا يمكن لأي نظام إجهاضها : مجلس الشيوخ  (و سيليه البرلمان قريبا) و شعراء البلد و فنانوه و نخبة جيشه الحقيقية و حركاته الشبابية الواعدة و طلابه في الداخل و الخارج و الأوفياء من رجالاته التي لا تشترى ضمائرها و لا تخر قواها و لا تكل جهودها..
إننا نسمي ولد عبد العزيز رئيس عصابة أجنبية حقيرة و نسمي أمثال ولد الطيب و ولد محم بالعملاء و نسمي أمثال ولد الغزواني و ولد لغويزي بالخونة الجبناء و نسمي بيجل و مسعود و المنتدى  بوسائل خداع الشعب..
لقد أصبح شعبنا اليوم يعيش على حافة انتفاضة، لا أحد يعرف متى ستنطلق شرارتها و ليس أمام ولد عبد العزيز سوى أن يستسلم أو يستسلم، أما ولد الغزواني و ولد لغويزي و ولد مكت و بقية خراف جنرالات “ليالي الأنس” ، فلا يتحدث عنهم إلا من لا يعرفهم : لقد استأسدت البغاث في هذا البلد حتى أصبح السلحفاة امربيه ربو يوزع علينا شهادات انتمائنا إلى هذا البلد و الضبع الشبق ولد الغزواني قائد جيوشنا المضطهدة من قبل  كتيبة من الأعجام و مانكين العارضة الزجاجية ولد اغويزي ديك جن ليالي العاصمة الحمراء القائد العام لحرسنا الوطني، فأي إساءة إلى جيشنا أكبر من توزيع رتبه السامية و نياشينه على أكتاف كتيبة معوقين عقليا ، تعيش على الغرائز الحيوانية؟؟

لقد هزمنا هذه العصابة الحقيرة على كل الجبهات و هي الآن تبحث عن أي انتصار مزيف إلى حد أنها حولت فضيحة زيارة رئيس العصابة لفرنسا إلى بطولة رغم ما انطوت عليه من إهانة و إذلال يستحقها بجدارة : فقد حذرت فرنسا ولد عبد العزيز مما يتجه إليه بلغة دبلوماسية رخوة قد يفهم معناها لكنه من المستحيل أن يفهم معنى معناها و قد تعمد الرئيس الفرنسي أن يحذره أمام الوفد المرافق له بدل أن يفعلها خلال لقائهما الانفرادي و هي رسالة أخرى تحتاج غير ولد عبد العزيز و فريق البدو المرافق له لفهمها.

أما “مقابلته” مع إذاعة فرنسا الدولية فكانت أقرب إلى التحقيق البوليسي، اعتمد فيها علي بابا على الإنكار أمام من يملكون كل الأدلة على كذب أجوبته.

الآن رؤيتنا واضحة و أهدافنا محددة و وسائلنا موجهة : كل يوم ستولد حركة شبابية أكثر اندفاعا و استعدادا للتضحيات .. كل يوم ستظهر أشكال جديدة من النضال لم تعرفها الساحة.. كل يوم سيتأكد إصرار الشعب على التحرر.. كل يوم سنعرى جزء من جرائم هذه العصابة الحقيرة ليدرك الشعب حقيقتها كاملة.. لم يبق من الوقت إلا ما يكفي ليعرف الشعب كل ما ارتكبته هذه العصابة الحقيرة من جرائم في حق بلدنا و شعبنا.. لم يبق من الوقت إلا ما يكفي لإعداد لوائح المجرمين و توثيق ما نهبوا و ما أفسدوا و ما حولوا إلى البلدان الأجنبية..
نحن الآن في معركة توثيق هي أهم ما تبقى من المرحلة.. لن تكون موريتانيا بلدا محترما بين الأمم ما لم تتم معاقبة هذه الزمرة الفاسدة الحقيرة بلا رحمة.. ما لم يفهم الجميع أن من يستبيح أموال هذا الشعب لن تفكه أرض و لا سماء من أشد عقوبة.. ما لم يفهم الخونة و المنافقون و المتزلفون أن لهذه الأرض أبناء قادرون على حمايتها …