يذهب البعض بعيدا وهو يبحث عن الاسباب الكامنة وراء إنخفاض نسبة المشاركة فى إستفتاء الخامس من أغسطس الجاري مع أن الاسباب أقرب مما يتصور وهي أسباب يستدعي ذكرها نوعا من الشجاعة لأن البعض لايريد أن يراها و يسعى جاهدا لتجاهلها وطمسها عن الأخرين. والحقيقة أن القارئ للمشهد السياسي هنا على مستوى ولاية داخلت انواذيبو لا تفوته نقاط كانت الباعث الأساسي وراء ضآلة نسبة المشاركة .
ومن أهم تلك النقاط :
عدم مشاركة بعض رجال الأعمال الذين كانت تعول عليهم الولاية فى الحملة الإنتخابية بل وإختفائهم عن الأنظار تماما إبانها, وهذا ما جعل العبئ يتضاعف على القلة القليلة من أرباب العمل فى الولاية الذين كانوا عند مسؤولياتهم وتحملوها بكل جدارة فى حين تهربت مجموعة من أهم رؤوس الأموال وولوا ظهورهم لمسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطن حين كان فى أمس الحاجة إليهم.
أما النقطة الثانية والأدهى والأمر من سابقتها فإنها تتلخص فى سعي بعض المديرين المساعدين فى بعض المؤسسات العمومية والذين أوكلت إليهم مهام متعلقة بإنجاح الحملة المهرجان الرئاسي فى انواذيبو والحملة الدعائية للإستفتاء عموما إلا أن عمل هؤلاء كان عكسيا حيث إستحوذوا على المخصصات التى رصدت لعمليات النقل لصالح المهرجان الرئاسي وكذلك عملية النقل يوم الإستفتاء إذ رأوا فى كل هذا فرصة مواتية لملئ جيوبهم والنكوص عن مسؤولياتهم.
وهي فكرة إنطلق منها بعض الذين تم تمويلهم من طرف الفاعلين الإقتصاديين بغية إنجاح الحملة على مستوى المناطق الهشة والتى تمتلك مخزونا إنتخابيا معتبرا تم التفريط فيه جهارا نهارا بفعل إستهتار و شراهة أولئك المرتزقة الذين لم يرعوا فيهم إلا ولا ذمة وغاب مفهوم الأمانة عن ضمائرهم بعد أن حصلوا على تلك التمويلات المخصصة للمناطق الهشة والتى لاشك كانت ردة فعلها عاملا رئيسيا فى إنخفاض نسبة المشاركة على مستوى مدينة انواذيبو.
كما أن ضيق ذات اليد بالنسبة لمنسقية الحملة على مستوى الولاية أربكها أمام المصاريف الكبيرة التى تتطلبها العمليات اللوجستية .
هذه العوامل ساهمت مجتمعة فى إنخفاض نسبة المشاركة فى انواذيبو التى يمكن تقسيم المسجلين فيها الى ثلاث مجموعات:
- مجموعة شاركت وصوتت ب نعم .
- مجموعة شاركت بنسبة منخفضة وكان تصويت من شارك منها وراء اللاءات والبطاقات اللاغية.
- مجموعة تحسب نفسها غير معنية ولم تشارك مطلقا.
بقلم -سيدي احمد ولد محمد