أيها الإخوة والأخوات، أيها الأصدقاء الأوفياء، أيها الزملاء الأعزاء، أخاطب فيكم روح التضحية وحب الوطن، لقد فضحتنا الإدارة الحالية للمؤسسة، وجعلتنا نتقاعس عن الوقوف مع الشعب الموريتاني في أعز الأيام إليه، ذكرى الحرية والإنعتاق، عيد الاستقلال الوطني.
أخاطب فيكم روح الإخلاص للمؤسسات الوطنية والمرتكزات الأساسية للدولة والمجتمع، لقد قامت الإدارة الحالية بتفليس أعرق مؤسسة إعلامية وطنية تم تأسيسها قبل ميلاد الدولة الموريتانية الحديثة.
أخاطب فيكم روح الشفافية والنزاهة والاستقامة، لقد جاءت الإدارة الحالية على جميع الموارد المالية لمؤسستنا وتركتها قاعا صفصفا، تركتها غارقة في وحل الديون والأزمات المالية، وعاجزة عن القيام بأبسط واجباتها.
أخاطب فيكم روح الانتماء والحب للإذاعة الوطنية، لقد باتت المخرجات الإعلامية لمؤسستنا تسيء إلى سمعة ومكانة مؤسسة شكلت لعقود الحاضنة الشرعية للعلماء والمفكرين والأدباء والباحثين المبدعين وقادة الرأي في المجتمع، بها ميز الحلال من الحرام، وعرف الصحيح من السقيم.
أخاطب فيكم روح الغيرة على سمعة مؤسستنا التي أصبحت اليوم في الحضيض نتيجة تحول معداتها وتجهيزاتها إلى كومة من القمامة، الأمر الذي جعلنا في كثير من الأحيان نتحول إلى مجموعة من التسولين لدى المؤسسات الأخرى لتأدية واجباتنا المهنية، وحادثة "كرمسين" خلال الأسبوع الماضي أبسط دليل على ذلك.
أخاطب في بعضكم النزعة المادية والارتماء في أحضان المصالح الأنانية، لقد دفعكم الواقع المزري للمؤسسة خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى العودة إلى جيوبكم الشخصية لتوفير المتطلبات المادية للعمل، في ظل عجز المؤسسة عن توفير متطلبات العمل المادية، خصوصا في بعدها المرتبط بالاتصالات الخاصة بالعمل، وبنزين سيارات الإذاعة.
أخاطب فيكم روح التضامن وقد تم عزل الكثير من الزملاء دون أبسط حقوق، وغابت الأدوار الاجتماعية للإذاعة الخاصة بالعجزة والمرضى والأرامل والمحتاجين للدعم والمساندة ممن قدموا حياتهم رخيصة في سبل بناء المؤسسة وأوصلوها إلى ما هي عليه اليوم من العزة والشموخ في نفوس أبناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
لقد آن الأوان لقول أف لكل من يحاول العبث بمؤسستنا والبطش بسمعتها ومكانتها وإخضاعها لنزواته الضيقة.
يجب أن نستغل جو الشفافية ومكافحة الفساد الذي تنعم به البلاد الآن ونساعد مؤسسات الرقابة المالية في عملها داخل المؤسسة، خصوصا المفتشية العامة للدولة.
يجب أن نقطع الطريق على تلك الجهات التي بدأت الآن تحاول إخفاء الكارثة التي حلت بمؤسستنا والتقليل من أهميها.
ألا هل بلغت،،، اللهم فاشهد
الحافظ عبد الله صحفي بإذاعة موريتانيا