أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الاثنين في نواذيبو على إطلاق النسخة الثانية من منتدى "استثمر في نواذيبو 2018".تحت شعار: "دور الخدمات اللوجستية للموانئ في تطوير قطاع الصيد البحري" وسط حضور العديد من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين على المستويين الوطني والدولي. وقطع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الشريط الرمزي إيذانا ببدء هذه التظاهرة، كما تجول في مختلف أجنحة المعرض المقام بالمناسبة واستمع إلى شروح حول مكوناته وطبيعة الشركات الدولية العاملة في مجال البنى التحتية المينائية والمستثمرين المشاركين فيه. وفِي كلمة له بالمناسبة قال رئيس سلطة منطقة انواذيبو الحرة السيد محمد ولد الداف، أن الحصيلة التي سجلتها منطقة نواذيبو الحرة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بعد أقل من خمس سنوات على انطلاق منطقة نواذيبو الحرة، ووضع اللبنات الأولى الضرورية لتحقيق الطموح المتمثل في الرقي بنواذيبو وجعلها مدينة مينائية من مستوى عالمي، حصيلة مرضية إلى حد بعيد وعلى جميع المستويات وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة والصعوبات الطبيعية التي تصاحب أي إصلاح يرمي إلى خلق تحول هيكلي ونوعي لهذا القطب الاقتصادي الواعد. وقال إن سلطة منطقة نواذيبو الحرة وبفضل المتابعة المباشرة والتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية،ظلت تعمل طيلة الفترة الماضية من خلال محورين أساسيين يتعلق احدهما بتوفير أحسن الظروف لاستجلاب الاستثمارات الخارجية المباشرة والرفع من نوعية الخدمات المتاحة تطبيقا للقوانين التي تم سنها بغية خلق حوكمة ملائمة لمتطلبات هذا التحدي الكبير في ظل منافسة كبيرة من مناطق اقتصادية خاصة أخرى. وأضاف ولد الداف أن المحور الآخر تمثل في التحضير المستمر لمحفظة المشاريع الهيكلية التي يعتبر إنجازها شرطا لإزاحة المعوقات الهيكلية على طريق النهوض بنواذيبو إلى مصاف المناطق الحرة العالمية وإتاحة الاستفادة مما يميزها من مقدرات وخصوصيات طبيعية لموقعها. وأشار إلى أن الحركة الاقتصادية والنهضة العمرانية التي تشهدها مدينة نواذيبو، تؤكدها الأرقام والمؤشرات التي تم تسجيلها في الفترة المنصرمة، حيث تم استحداث أزيد من 1200 وظيفة عمل مباشرة في المشاريع المعتمدة في منطقة نواذيبو الحرة وتجاوز حجم الاستثمارات الخاصة، 600 مليون دولار أمريكي حتى شهر سبتمبر 2017، كما كانت الزيادات المتوالية في رقم أعمال الشركات المسجلة في المنطقة الحرة مؤشرا واضحا وموضع اطمئنان على جدوائية الرؤية المتبعة لاستغلال هوامش وفرص كانت ضائعة إلى الأمس القريب. وعلى صعيد التحضير للمشاريع الهيكلية، وبعد انتهاء دراسات الجدوى لمشاريع مياه الأعماق ومطار نواذيبو الجديد والقطب التنافسي للصيد، أوضح رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة أن مسار تهيئة مشروع ميناء مياه الأعماق عرف ، تطورا كبيرا حيث سيتم التوقيع بالأحرف الأولى على العقد التجاري لبناء هذا المرفق الاستراتيجي الكبير بمناسبة هذا المنتدى مع إحدى أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال تشييد الموانئ على أن تبدأ الأشغال في هذه المنشأة قبل نهاية العام الجاري. وأشار إلى أن هذه المنشأة المينائية التي أثبتت الدراسات جدوائيتها الاقتصادية المرتفعة والمتميزة بخصائص فنية عالية كالعمق على سبيل المثال الذي يصل إلى 18 مترا عند الرصيف التجاري، ستمكن من تغيير الخريطة التجارية في شبه المنطقة بصورة جذرية وسترفع من تنافسية القطاعات الأساسية كالصيد والمعادن والتبادلات التجارية التي عانت الركود بسبب تكاليف النقل البحري الناجمة مباشرة عن ضعف الطاقة الاستيعابية للموانئ الحالية والتي حرمت نواذيبو من معظم أساطيل النقل البحري وسفن صيد الأعماق حتى اليوم. ويشهد هذا المنتدى الذي تدوم اشغاله يومين مشاركة 300 مستثمر من 20 جنسية وسيمكن من استعراض فرص الأعمال التي يتيحها البرنامج التنموي المطبق لدى منطقة نواذيبو الحرة ، وكذا المزايا اللوجستية التي توفرها، نظرا لموقعها كمعبر، ومحطة بحرية متعددة التخصصات. ويوفر موقع منطقة نواذيبو الحرة لها مزايا استثنائية، حيث تتوسط أهم الطرق البحرية، وتقع بالقرب من أوربا وأمريكا، وفي شبه جزيرة نواذيبو التي يبلغ طولها 45 كلم تقريبا، وبواجهة بحرية بـ110 كلم، مفتوحة على منطقة اقتصادية خالصة بمساحة 230 كلم مربع.