إن الحياة السياسية في الديمقراطية، تتغذى من المنافسة الحرة للمشاريع السياسية ولا من الصراعات والطموحات، البسيطة و المشخصنة.ولا يمكن لأحد أن يتجاهل، أن موريتانيا اليوم لم تعد كما كانت عليه في السابق، إذ أنه من الجلي أنها تعمل اليوم من أجل نمو واضح في سلم وازدهار، بفضل الاستقرار وثقة الشعب في نظامكم السياسي الحالي،ويعني ذلك سيدي الرئيس، أنكم منذ توليكم السلطة تجاوزتم العديد من التحديات نتيجة جهودكم وجهود مواطنيكم الملتفين من حولكم.
ونؤكد لكم دعمنا وموافقتنا لهذه الرؤية الجديدة التي تتطلب تحمل الثقل من أجل التأسيس لموريتانيا قوية ومستقلة القرار في مسار، موريتانيا قبل كل شيء.
إنه من المعروف إن كل بداية صعبة وأن ثمن التضحيات يتطلب جهودا كبيرة وتضحيات، وفي هذا المسار نؤكد لكم أننا نحن منافسون في سباق نحو النهوض الشامل بموريتانيا، من خلال استراتيجيات أعتدها الحكومة انطلاقا من الأولويات الوطنية.
وفي هذا الإطار فإننا نحيي شجاعتكم ووضوح أفكاركم المعبر عنها خلال رئاستكم للإتحاد الإفريقي والجامعة العربية، وإنشائكم مع إخوتكم رؤساء الدول، مجموعة دول الساحل الخمسة (5G)، التي أصبحت ممرا إجباريا لكل الملفات الأمنية الإستراتيجية في إفريقيا وفي بلدان أخرى.
لقد خلقتم منذ توليكم السلطة علاقة ثقة بيننا وبين شركائنا في التنمية،تمكنت من وضع مشاريع أساسية لتنمية بلادنا اقتصاديا واجتماعيا. ومن المؤسف أن هذه الثقة التي منحتم إياها، ينتقدها البعض ويعتبرها بعض الأشخاص المعارضين من أجل المعارضة، تضخما للمديونية الخارجية متناسين تسييرهم خلال توليهم لمناصب حساسة في الحقب الماضية في إدارتنا.
إن وطنيتكم ووفاءكم للشعب مكن من وضع مشاريع عملاقة لصالحه، وذلك يزيد توطيد المصالح الوطنية وتقوية وحدتنا والعمل من أجل ازدهارها. ومن هذا المنبر فإن شعبكم يعلن التمسك بهذه الرؤية الجديدة متمثلة في مشروعكم السياسي الذي أنجز تغيرات مشجعة ومذهلة على نمونا الاقتصادي. وقد وجهت هذه الانجازات دون شك للشعب الموريتاني ـ أينما كان ـ من خلال تنمية مستديمة منطلقة من واقع كل منطقة على حدة.
لقد مكن هذا من إشعاع للمجتمع الموريتاني في الداخل وفي الخارج: مما حدا ببعض الحكومات و الهيئات الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية الدولية بمنح شهادات شرفية لبلادنا.
وانطلاقا من الوضع السياسي، فإن الشعب الموريتاني بالتئامه حول رئيسه، برهن على نضجه السياسي من خلال دعمه للإجماع الوطني، والحوار وطني وتصويته بنعم بقوة، للتعديلات الدستورية.
إن التعددية الثقافية والسياسية إيجابية لشعبنا، وليست إلا لبنة إضافية في تشييد ووضع أسس قوية لوحدة وطنية تضمن الاستفادة من المكتسبات الديمقراطية.
فبالرغم من كل الإنجازات الكبيرة التي تحققت في فترة وجيزة و نجاح الحوار السياسي و مصادقة الشعب الموريتاني، على التعديلات الدستورية فإن بعض ممتهني المعارضة لا
يزالون متمسكين بأحاديث تنكر الواقع الجلي الواضح وضوح شمس الضحى و بمطالب إن دلت على شئ فإنما على أنانياتهم و تقديمهم لمصالحهم الذاتية الضيقة على المصالح العليا للبلاد متناسين أن موريتانيا قبل كل شيء.
إن التنوع الثقافي الذي تتميز به بلادنا و التعددية السياسية التي تسود فيها يمثلان عوامل إيجابية لتوطيد الوحدة الوطنية و المضي في طريق البناء و الرفاه الذي رسمه الرئيس محمد ولد عبد العزيز منطلقا من أنموريتانيا قبل و فوق كل شيء.
إننا على يقين أن شعبنا سيبني بساعد الوفاء الواحد، الخيمة الكبرى للوحدة الوطنية وأنه هو وحده، من يقرر الوقت المناسب وبدون تريث لمواصلة وتعميق المشروع السياسي لرئيسنا السيد محمد ولد عبد العزيز، على طريق النصر، وأن "موريتانيا قبل كل شيء".
و قد مكنت الاستراتيجيات الأمنية الحكيمة التي تبنتها بلادنا من بسط الأمن و الاستقرار في كل ربوع البلاد رغم شساعتها و اختلاف تضاريس مناطقها. ونؤكد هنا أن شعبنا، يدعم وسيظل يدعم بقوة قواتنا المسلحة التي تسهر على حماية سيادة الوطن و أمنه من كل المخاطر حتى تتواصل خطواتنا الموفقة إنشاء الله.