ذ/اسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار النخبة في مقابلة مع صحيفة الموريتاني

أجرى موقع "الموريتاني" مقابلة موسعة مع الأستاذ أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار النخبة للنشر والتوزيع في القاهرة؛. في ختام زيارته الأسبوع الماضي لنواكشوط، والتي تخللتها رحلة إلى العاصمة السنغالية داكار.

والأستاذ أسامة هو كاتب صحفي عشق الكتب والورق منذ نعومة أظافره، وهو من مواليد إحدى قرى صعيد مصر القريبة من قرية الزعيم جمال عبد الناصر، وهو خريج كلية الإعلام بجامعة القاهرة، حفظ القرآن الكريم في الكتاب بالتوازي مع دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في القرية.

يقول أسامة إن حلمه في الحياة هو أن يعيش بين الكتب، وهو ما تجسد قبل ثلاث سنوات بإنشائه دار النخبة، التي نجحت في كسر تحدي العالمية، ونشرت حتى الآن ما يناهز ثلاثمائة عنوان في شتى المجالات.

                                                                                                                                                                                     حاوره: محمد ناجي أحمدو

تغادرون موريتانيا، بعد أيام تواصلتم خلالها مع النخبة الثقافية في البلد، وحضرتم أيضا عددا من الأنشطة الثقافية، ما هو تقييم للزيارة؟

ـ مكثت في هذه الديار اثنتي عشرة يوما بالتحديد، ورغم كثرة السفريات التي قمت بها لدول كثيرة؛ إلا أن هذه الزيارة تركت لدي أثرا خاصا، حيث عشت هنا أياما جميلة، ربما لأن جو نواكشوط يتميز بتقارب حقيقي بينه وجو صعيد مصر، الذي كان البيئة التي نشأت به، رغم أن علاقتي به انقطعت منذ ثلاثين سنة، بسبب التحاقي بجامعة القاهرة.

لمست هنا الأريحية والمودة وكرم الضيافة من طرف الجميع، وكأني عدت فعلا إلى بلدي، لقد شعرت هنا بإحساس خاص في هذا، حتى لكأنما عشت هنا قديما، لقد عرفت أن الشعب الموريتاني نزح من الصعيد، وكان واضحا أننا من دم واحد، ولنا حاضر واحد ومستقبل واحد.

وجدت النخبة هنا متميزة وواعية ومثقفة، هناك أصوات واعدة في المجالات الإعلامية والثقافية وفي الأدب والرواية والقصة.

كيف تقيمون تعاطي المثقفين الموريتانيين مع دعوة المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي للعودة للخطاب الإلهي الحقيقي؟

ـ الخطاب الديني الإلهي الحقيقي الذي يتزعم الدعوة له المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي توجه مبارك ينقل الأمة من التردي والنزاعات التي تسودها منذ فجر الإسلام، وتطبيق تلك الدعوة كفيل بانتشال الأمة من المستنقعات التي تعيشها والانقسامات المذهبية والطائفية، التي جعلت سلاح المسلمين يوجه إلى نحور بعضهم، وهو ما يتناقض مع جوهر الخطاب الإلهي.

وقد لاحظت من خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة الموريتاني للنشر والتوزيع بالشراكة مع مجموعة الشرقية المتحدة ودار النخبة أن الساحة الثقافية الموريتانية تفاعلت مع هذه الدعوة، ووجدت فيها البلسم الذي كانت تبحث عنه.

لقد عملت مؤسسة الموريتاني على مدى شهور طويلة على إيصال هذه الرسالة إلى النخب الموريتانية عن طريق التنظير والمنشورات والمجلات والكتب والكتيبات، وعن طريق التلاحم المباشر مع فئات مختلفة من المجتمع من خلال الندوات التي كان آخرها ندوة أركان الإسلام بين الاختزال والاستغفال.

لاحظت من خلال المحاضرة الرئيسية للفقيه نوح محمد عبد الله عيسى مدى التفاعل الشديد مع الدعوة، خصوصا أنه شخص جماهيري محبوب وشاب يمتلك شعبية وقدرة على التأثير والوصول للناس بلغتهم، وهي شروط لتوصيل الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وقد زاد من تأثير هذا الحدث مشاركة أكثر من وسيلة إعلامية في تغطيته من قنوات وإذاعات، وهذا كفيل بإيصال الرسالة لمئات الآلاف إضافة إلى ما قامت به مؤسسة الموريتاني برئاسة أخي الأستاذ حي معاوية حسن من جهود في نشر الفعاليات عبر مختلف المواقع الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يساهم في وصول الرسالة لمئات الألوف على مدار الوقت، وواكب ذلك توزيع كميات كبيرة من كتاب المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي ورسالة الإسلام بمختلف اللغات.

ورغم المميزات الكبيرة التي تميزت بها ندوة نواكشوط إلا أن ندوة داكار كانت ندوة فريدة حيث تميزت بحضور جماهيري مكثف وصل لمئات الآلاف في ساحة واسعة حضروا خصيصا من السنغال والدول المجاورة لمتابعة هذا الحدث.

وهو ما يعتبر حدثا فريدا يحدث لأول مرة تقريبا، وسيكون نقطة انطلاق لمزيد من الأنشطة في المستقبل القريب والبعيد.

وما هي انعكاسات الزيارة على دار النخبة؟

ـ لقد تعرفنا في دار النخبة من خلال الزيارة على كافة أطياف النخبة المثقفة الموريتانية من شعراء وروائيين وكان على رأس من التقينا بهم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الدكتور محمدو ولد احظانا، وهو صاحب مقولة رائعة جدا وهي أن المثقفين يجب أن يكونوا جسرا للتواصل بين الشعوب ولا يرتبطوا بأي أنظمة تساهم أجنداتها مفرقة، لكي تكون الثقافة جامعة لما فرقته السياسة، ويمكن تفعيل هذا المبدأ من خلال عديد الأنشطة المشتركة بين مثقفين من المشرق والمغرب العربيين، لنشر أكبر عدد ممكن من إبداعات الكتاب والروائيين من المغرب العربي لإتاحة الفرصة للمشرقيين للتعرف على أدب هذه البلاد، ولتوصيل الأدب المشرقي هنا، في ظل علاقات ثقافية شهدت انقطاعا خلال العقود القليلة الماضية، وهي فجوة نعمل على سدها.

أيضا التقيت المسؤولين عن بيت الشعر في نواكشوط، وحضرت أمسية هناك، توصلت من خلالها إلى أن موريتانيا الثقافية بخير، وأن شعراءها يكتبون الشعر بألق ونداوة.