بداية اسمحوا لي ان اخاطبكم بصفتي مواطن موريتاني بسيط، يرى في شخصكم قامة نضالية شامخة قدمت الكثير من اجل شعبها، و من خلالكم ان اخاطب شعبا مكافحا أعتبره امتدادا طبيعيا للشعب الموريتاني الذي يعرف جيدا معنى النضال من اجل الحرية و الانعتاق من نير الظلم و الجبروت.
لقد صدقت معالي الوزير حينما وصفتم القمة الافريقية المنعقدة في بلادكم الثاني بالمنعطف التاريخي، و هو الحدث الذي يعتبره كل موريتاني يؤمن بالوطنية الحقة مصدر فخر و اعتزاز، لما حققته القضية الصحراوية من انتصار باهر اصبح حديث العام و الخاص، كما انه ايضا انتصار لموريتانيا التي شكك الكثير في قدرتها على تنظيم هذا العرس الافريقي، بل هناك من اخذته العزة بالاثم و اعتبر نفسه اكبر من بلادي موريتانيا حكومة و شعبا، فأنا اتحدث هنا عن العاهل المغربي محمد السادس الذي حملت رسالته بين طياتها الكثير من الاحتقار لنا، و لم يكلف فيها نفسه عناء ذكر اسم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز او الاشارة الى عاصمة الموحديين نواكشوط، لكن الامر الذي لايفهمه محمد السادس او لايريد ان يفهمه هو ان موريتانيا و الموريتانيين اكبر و اسمى من ان تنال منهم مثل هذه الافعال الصبيانية التي تعكس قصورا في فهم التاريخ و السياسة.
ان القضية الصحراوية شكلت الحدث الابرز بامتياز، من خلال الاعلان عن قرار تشكيل اللجنة الرئاسية حول القضية، و هو القرار الذي وضع المغرب في زاوية ضيقة و اصاب الجهود الديبلوماسية المغربية في مقتل، و جعل وزير الخارجية المغربية يترنح في ردهات قصر المرابطون للمؤتمرات لايملك لنفسه و ملكه من الامر شيئا، بينما كنت انت معاليك تصنع الفارق باطلالتك الثورية و احترافيتك الديبلوماسية من خلال لقاءاتك المراطونية مع نظرائك الافارقة التي خلاصاتها تلك النتائج الرائعة الي اجمع عليها روؤساء الدول الافريقية، فلم يبقى امام المغرب الا اللجوء الى مايتقن و هو بطبيعة الحال فن صناعة الدسائس و شراء الذمم، و يحرك بيادقه من الموريتانيين الذين للاسف الشديد باعوا ضمائرهم و اقلامهم و جعلوا من انفسهم داة طيعة في يد المغرب لتنفيذ اجندته في موريتانيا، فماقام به ذلك الشخص الذي يدعي انه صحفي و هو بعيد كل البعد من مهنة المتاعب و الموضوعية، بمحاولته افشال مؤتمركم الصحفي، لدليل قاطع على ان المغرب هزم شر هزيمة في هذه القمة الافريقية، كما تصديكم كديبلوماسي ثوري لتهريج ذلك الصحفي كان في قمة الروعة و يعكس المامكم بالتاريخ و فن الرد عند مجتمع البيظان القائم على المحاكاة و التماثل، و القمت ذلك النكرة حجرا، ليرجع خائبا مدحورا الى ولي نعمته. انا هنا بالمناسبة من ابناء عمومة احد الذين ذكرتهم في مؤتمرك الصحفي، و ماصرحت به حقائق تاريخية لايمكن لاي موريتاني ان ينكرها او يتغاضة عنها مهما كثر اللغط و العويل لانه ببساطة جزء من التاريخ السياسي لموريتانيا، و استشهادك بتلك الحقائق كان في محله مادام ان السائل كان موريتانيا، و ماصرحت به كان في رأي رسالة ذكية قمت معاليك بارسالها بطريقة ديبلوماسية عبر ذلك السفيه الى المغرب الغازي و الى بيادقه في موريتانيا، مفادها ان موريتانيا ليست باحة خلفية للملكة المغربية، و ان الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية ثابت لن يتغير ،فالكثير من الموريتانيين اعتبروا ماصرحتم به في محله و مقارنة فيها الكثير من الحكمة ووالرؤية الثاقبة و المام واسع بثقافة البيظان. اما ما اثير من ضجيج من قبل اشخاص اغلبيتهم من ابناء عمومة المعنيين، فهم يعلمون علم اليقن ان التاريخ لايرحم و الحقيقة لايمكن تغيرها بخربشات هنا و هناك في العالم الافتراضي، فمن اعتبر في يوم من الايام ان موريتانيا جزء لايتجزا من المغرب، لايمكن اعتباره الا خائن رغم انف جميع، فالمنافحين عن هولاؤ الاشخاص ليس في استطاعتهم تغيير المفاهيم و لا ايقاف صيرورة التاريخ، و كما يقال عندنا ( الحق مايفقع ).
ان قيام فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتوديع اخيه فخامة الرئيس ابراهيم غالي عقب انتهاء اشغال القمة، دليل قاطع على عمق و متانة العلاقات بين بلدينا، التي لن تنال منها اراجيف بعض هواة الصيد في المياه العكرة، و لكن مااثار الحزن في نفسي و انا اتصفخ بعض مواقع التواصل الاجتماعي هو براعة البعض عندكم في جلد الذات و تهويل الامور، بل ساورني الشك ان مايكتبون هو في حقيقته خدمة مجانية لعدوكم، فارجو ان لاينطبق عليهم المثل الحساني( علتهم في روسهم )، فالدخول في حروب جانبية انهاك للنفس و تشتيت للجهود، فانا اصغر من اعطي دروس في النضال لشعب خبر النضال و الكفاخ منذ ازيد من 40 سنه، الا انني موريتاني الدم صحراوي الهوى.
اخيرا، معالي الوزير، لقد كان لمقامكم في بلادنا الاثر الجميل في كل نفس موريتاني اصيل، وجهودكم الديبلوماسية دفاعا عن قضيتكم العادلة هي تكريما لنا و نياشين فخر نضعها على صدورنا الى ان يرث الله الارض و من عليها. النصر ات لامحالة.
سيدي بويا ولد محمدن.