كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني " لست هدف"

تحت شعار "لست هدفا" يحتفل العالم اليوم 19 أغسطس/ ٱب باليوم العالمي للعمل الإنساني عرفاناً بأولئك الذين يخاطرون بأنفسهم في مجال الإغاثة الإنسانية فضلاً عن دعوة الأفراد والمنظمات إلى العمل الإنساني وإلى أهمية التعاون الدولي.و معهد جنيف لحقوق الإنسان الذي دأب دائما على مواكبة الأيام العالمية فإنه يحتفل بهذا اليوم تثمينا وتقديرا وإجلالا للذين ضحوا بأموالهم ووقتهم وأنفسهم خدمة للعمل الإنساني وكذلك إحياءا لذكرى أعزاء قضوا في تفجير مقر الأمم المتحدة ببغداد ـ العراق ـ في 19 أغسطس/ ٱب 2003م.

هذه الذكرى التي ورغم مرور خمسة عشر عاما عليها ما زالت حية في الذاكرة وهو ما حدا بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اقرار اليوم 19 أغسطس/آب 2008 يوما عالميا للعمل الإنساني لزيادة وعي الجمهور والإشادة بملايين العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل تقديم الغذاء والكساء والمأوى وغير ذلك من المساعدات الإنسانية إلى الذين يحتاجونها في أشد ظروف الصراعات والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى بغض النظر عن مكان تواجدهم في العالم ومن دون تمييز بينهم على أساس الجنسية أو الفئة الإجتماعية أو الدين أو الجنس أو العرق أو أي عامل آخر.
ويؤكد معهد جنيف لحقوق الانسان في هذا اليوم على أهمية العمل الإنساني في زمن باتت فيه الحاجة ماسة إليه، بما يعيشه أكثر من ساكني المعمورة من فقر وفاقة جراء الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة التي تنتج عنها مجاعات وأوبئة ونزوح ولجوء و معلوم أن ما يميز الإنسان عن غيره هو الإحساس بمعاناة البعض من وطأة الحاجة المادية والرعاية الصحية والنفسية، فيهب لنجدته ومساعدته على الخروج من الوضعية التي تسببها هذه الحالات.
معهد جنيف لحقوق الانسان يطالب بتقدير تضحيات هؤلاء الذين ضحووا بوقتهم وجهدهم ومالهم في سبيل العمل الإنساني، إذ لا يسلم هذا العمل من تحديات وعقبات كثيرة سياسية بالأساس، حيث يتعرضون لإغلاق الحدود والإتهام بالعمالة والإنحياز والإرهاب، فلا يصلون إلى حيث الحاجة إليهم إلا بعد مشقات يتعرضون خلالها لمعاناة نفسية وبدنية لا يبالون بها في مضيهم إلى تخفيف معاناة الآخرين وتحقيق رسالة الإنسانية في أبهى وأروع صورها وليجسدوا على أرض الواقع شعار "لست هدفا"
وبما أن حكومات العالم تمتلك كلها في تشكيلتها وزارات أو مفوضيات تعنى بالشؤون الإنسانية فإن معهد جنيف لحقوق الإنسان يطالبها بتيسير كل عمل انساني يجري على أرضها أو عبر حدودها، كما يتوجب عليها تقديم المساعدة المادية والمعنوية في رفع كل المعاناة على أرضها، كما يقع على عاتقها حث أطراف النزاع للعمل بمقتضى ما يمليه العمل الإنساني عبر منظماته وأطره الأخرى وإحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحماية المدنيين.
وأخيرا فإن معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفل بهذا اليوم فإنه يحيي عمال الإغاثة الإنسانية على عملهم الدؤوب الذي يقومون به دون كلل أو ملل في منطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها ويترحم علي من لقوا حتفهم أثناء أداء واجبهم الإنساني ويدعو إلى إنتشار العمل الإنساني في كل مكان تبرز فيه الحاجة إليه وأن تتضافر كل الجهود السياسية والشعبية لتسهيل هذه المهمة والوصول بها إلى تحقيق أهدافها النبيلة، وعلاوة على هذا يضع نفسه كما كان دائما في خدمة هذه المهمة الإنسانية النبيلة بكل مقدراته المادية والمعنوية والبشرية. حاثا الجميع على الإلتزام بالعمل معا كفريق واحد تحت شعار ” إنسانية واحدة ” لخدمة الإنسانية جمعاء.