افتتحت في فندق "موري سانتر" ندوة فكرية تحت عنوان الحركات الباطنية وخطرها على الإسلام، لوضع تصورات حوارية حول مفهوم الحركات الباطنية والتحذير من خطرها على ضوء كتاب المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي الإسلام رسالة السلام.
.
وقال يحي معاوية مدير المؤسسة خلال كلمته الافتتاحية بان المفكر على محمد الشرفاء بنظرته الثاقبة وحكمته المتقدمة وعى خطر هذه الحركات الباطنة على وعلى راسها التنيظم الدولي للإخوان فنشر الكتب والمقالات محذرا من مخططاتهم الدنيئة وفكرهم التخريبي.
واضاف مدير الجهة المنظمة للندوة بأن رعاية الوزير الاول المهندس يحي ولد حدمين تعتبر دليلا لا يقبل الشك على إرادة رئيس الجمهورية لتعزيز السلم والامن في المنطقة واالتزام موريتانيا بمحور الاعتدال العربي الذي يضم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
وتابع بأن تداعيات حمام الدم تقف خلفه الحركات الباطينة وعلى رأسها الإخوان المسلمون وتأتي الندوة لتقديم النصح للمسليمن جمعيا وتعزيز قيم الحوار والقضاء على الفتنة.
مضيفا بأن النشاط يعد مواصلة لجهود مؤسسة الموريتاني للإعلام والنشر وستتبعها ندوات ونشاطات ثقافية في الداخل والخارج.
الدكتور محمد إسحاق الكنتي المستشار السابق لرئيس الجمهورية والأمين العام المساعد للحكومة اكد خلاله كلمته بأن ظاهرة الحركات الباطنية سياسية وفكرية رغم انها تظهر بمظهر الدين، موضحا بأن تلك الحركات تخالف الرسائل السماوية منذ الخليقة، وقال بأن موسى عليه السلام استدعى السحرة ضحى لان الدين لا لبس فيه، وهو علاقة بين الله والإنسان والانسان و اخيه الإنسان، وتجمع الحركات الباطنية تنظيمات سرية، ونهج الاغتيالات لخصومها اللذين يواجهونها يعتبر عقيدة بالنسبة لها، فحركة الحشاشين التي كان يستخدم اصحابها الحشيش، وحسن الصباح مؤسس هذه الفرقة التي قتلت نظام الملك السلجوقي صاحب فكرة المدارس النظامية قال بأن قتل هذه الشيطان بداية البركة وهذا يحيلنا-يتابع الدكتور اسحاق- لقول احد قادة تيار الإخوان المسلمين الذي قال بان مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي قطف لعمامة من عمائم السوء المنقوعة في الدماء، وذكر الكنتي بقول الهضيبي مرشد حرة الإخوان في الستينات" نتعبد الله بتلك الاعمال مشيرا على الاغتيالات، كما قال بأن اغتيال السادات ظهر في مجلة الإخوان المسلمين وكتب على صدرها "فخرج على قومه بزينته" وهي دليل على انهم وراء الاغتيال او مؤيدون له.
وكما يقول احد كتاب الاخوان المسلمين بأن العلمانيين يسعون إلى غايات دنيوية لكنهم يعبرون عنها باساليب مختلفة، بينما الإخوان المسلمون يعبرون عن غاياتهم الدنيوية بلغة دينية وفق تعبير المحاضر.
واضاف الكنتي خلال محاضرته:"..نهج تيار الإخوان المسلمين يعد استثمارا للآجلة في العاجلة حيث يلتقي الإخوان المسلمون مع الماركسيين في النظرة للدينن فكارل ماركس يعتبر بأن الدين افيون الشعوب ومهمته إيقاظ الشعوب ليهتموا بالحياة الدنيوية وحدها، وهو ينحدر من مدرسة هيجل الالماني والفرق بينهما أن هيجل يركب السيارة ويسير بها نحو الهدف، في حين أن ماركس يدعو لقتل سائق السيارة وقيادتها في الاتجاه الذي نريد، والاخوان المسلمون يعملون على توظيف النبتة أي الدين للغايات الدنيوية، وينتهجون التخريب والتحريض على الحكام بطريقة دموية ".
وتابع:"..الربا في عالم الشهادة والاقتصاد في الاعتقاد، أي أن الدين يوظف من اجل الحياة الدنيا، والنظرة ذات الطابع الدنيوي تطغى على الطابع السياسي، والجانب العقدي التعبدي لا تكاد تجد كتابات فيه لهذه الحركة وقد تجد كتابات في الديمقراطية وحقوق الانسان بل إن بعض مفكريهم يشنون حملة على الفقهاء ويقدحون في منهجهم لأن الإخوان يسعون لتوظيف الدين للحصول على مكتسبات في الحياة الدنيا".
واستعرض الكنتي التحصيل العلمي لمرشدي جماعة الإخوان المسلمين في مصر معتبرا بأن المرشدين اللذين تعاقبوا على الحركة ليست لديهم ثقافة دينية فبعضهم يحمل شهادة في الرياضة البدنية كمحمد مهدي عاكف، وبعضهم يحمل شهادة في البيطرة والموسيقى وغير ذلك من حسن البنا وحتى بديع.
وقال بان عزمي بشارة –صديقهم- عندما تم توظيفه في الموساد كلف بدراسة حول الإسلام السياسي وخلصت بانه لا خطر منهم على الدولة اليهودية.
واستطرد بالقول:"..الدولة لم تصبح إسلامية إلا في هذا النظام وهي سياسة دينية حيث ان فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لم يذكر مرة واحدة ما فعله من اجل الدين، لأن ما فعله من اجل الدين ليس للسياسة وإنما من اجل الدين، فلم يذكر أنه امر بطباعة المصحف الشريف، وانشء إذاعة للقرآن الكريم وأمر بصرف رواتب للائمة وغير ذلك.
الدكتور شكري ميمون رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة رين بفرنسا من تونس القى محاضرة اعتبر خلالها انه منذ رفع الرسول صل الله عليه وسلم ومرحلة الخلافة الراشدة بدأت جذور الفتنة وتمت زراعة بذور الحركات الباطنية التي شكلت معضلا عويصا على مدى 14 قرنا، وقال بان الكتابات التي وجدت في القرنين التاسع والعاشر كتاب السعادة والإسعاد والامتاع والمؤانسة للنياسبوري وغيرها من كتب علم الكلام والفلاسفة ساهمت في الحضارة الإسلامية لكنها لم تجد طريقها للفهم، وقال بان الأزمة تراكمت بعد وجود حركات وتيارات الإسلامية ودينية تذهب وتعود وازمة العالم العربي ما زالت في صعود، وكلما ابتعدنا عن النبوة زادت الفرقة وعم الخلاف.
وتابع الدكتور شكري بأن الفتنة الكبرى وعصر المحنة بين المعتزلة والحنابلة والأعمال المدسوسة كانت بذور لإنشاء الحركات الإسلامية فيما بعد، وبعد معاوية والدولة الاموية جاءت الدولة العباسية ونقلت العاصمة الاسامية من دمشق لبغداد لتبدأ فرق المرجأة و الأباضية في الانتشار، وهي لا تمثل صورة الإسلام الصحيحن لأن صورة الإسلام هي السلام كما اكد على ذلك المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابه رسالة السلام.
المحور الاخير تناوله الاستاذ محمد ولد الرباني حول نجاعة الخطاب الإلاهي في معالجة الأزمة التي تعيشها الامة الاسلامية والبشرية بشكل عام، قائلا بأن الاسلام اصبح مرادفا للقتل والتدمير لدى الآخر وحتى لدى المسلمين للأسف، وهي ليست رسالة الإسلام ، لأن رسالته وردت في القرىن الكريم :"..وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين" ، ووصية الخليفة ابي بكر الصديق لجيش العسرة...
وهي رسالة الاسلام-يضيف المحاضر- الذي جاء رحمة للعالمين، وبقوة التطرف وحركيات العالم في انانيته المفرطة يتحول العالم اليوم إلى عالم متصدع وكانه مرآت مكسرة، معتبرا بأن المفكر علي الشرفاء رأى بأن المسلمين بين الخطاب الديني والخطاب الإلاهي، وهذه البينية تجعل المسلمين يتزحلقون بين المتاهات والتشرذم والوضعية المؤسفة التي يعيشونها نتاج لذلك، وفي كتابه بعد ذلك رسالة الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام حدد الشرفاء الحمادي اعمدة و مرتكزات يقف عليها الاسلام متساءلا كيف يمكن ان يكون الإسلام مصدر للإرهاب المسلمون كابن اوى ليفجروا ويقتلوا بالطبع هذه ليست رسالة الإسلام.
واعتبر ولد الرباني بأن العالم يحتاج اليوم إلى مرشد صالح ودعوات كتاب علي محمد الشرفاء مكنت المسلمين من التنبه لتبديلهم للنص القرآني بالرويات والاحاديث الموضوعة، وهجروا الاسلام لتأويلات ورائها ايادي خفية، وهو ما افضى إلى الأوجاع والتمذهب والتطرف والايديلوجيات التي ساهمت في نمو وترعر الوجع في الامة الإسلاميةن والسبب الاساسي بحسب تعبير على محمد الشرفاء هو قيامنا بانقلاب على التنزيل الحكيم واستبدلناه برويات واحجيات مدسوسة علينا .
الندوة _التي حضرها ممثلون عن البعثات الدبلوماسية بالبلاد، وجمهور غفير من المهتمين_ افتتحت رسميا بكلمة لمستشار وزير الثقافة المكلف بالاتصال السيدة محمد المختار ولد سيد احمد مؤكدا في مداخلته بأن الحكومة ماضية في تنمية الثقافة ودورها في التنمية المستدامة، ويدخل برنامج مكافحة التطرف من اولويات برنامج الحكومة وسياسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، واعتبر المسؤول الرسمي بأن الحركات الباطنية تؤول النص الظاهر بالباطن ما قد يخرجه عن سياقه ومقاصده.