أنني أتحدث عن أحد أهم حراس العدالة في موريتانيا، عن رجل من رجالات القضاء الموريتاني قل نظيره ، بل أقل ما يقال فيه أنه من ألمع قضاة المحكمة خلال القرن العشرين ولكفاءته ونزاهته المشهود بهما فأبلى البلاء الحسن من خلال عديد القوانين والإصلاحات التي ساهم بقسط وافر في صياغتها مثل النظام الأساسي للقضاء وإصلاح نظام التأجير العمومي، والتشغيل والتأمين ، والقانون الإنساني ومن شدة غيرته على القانون كانت له مواقف مشرفة طبعت له في أفكار وعقول الناس بأحرف من ذهب وسطر التاريخ سيرته الحافلة بالمنجزات التي شكلت منحنى لافتا في القضاء الموريتاتي. انه القاضي المعروف سيدي ابراهيم ولد محمد ختار، المعروف بأخلاقه وتواضعه وصدقه وشهامته، واستقامته ونزاهته، وشجاعته وصرامته في اصدار الأحكام العادلة، لا يخاف في ذلك لومة لائم ، لا أقول هذا من باب المجاملة أو التزلف وإنما ، هي شهادة حق بهذا الرجل الذي فرض احترامه وتقديره ونذر نفسه لخدمة دينه، ووهب نفسه للعباد والبلاد، طيلة مسيرته المهنية المشرفة التي سنجد من خلالها أنه محمود السيرة وحسن السمعة، بطيئ القضب، من أهل التأمل والتدبر، عزيز النفس بعيد كل البعد عن أطماع الدنيا ومغرياتها ومتاعها.. لم يكن يوما من الذين أعمتهم بصيرتهم ونسو الله فأنساهم أنفسهم ، بل كان من الذين يمتثلون لأوامر الله وتطبيق شريعته لقوله تعالي: (واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) . التحق القاضي سيدي ابراهيم ولد محمد ختار الجكني عام 1983 بالمدرسة الوطنية للتكوين التجاري والإداري بنواكشوط بعد تخرجه مباشرة من كلية القانون "قسم القانون الخاص بفاس المملكة المغربية. كما عمل، كأستاذ للقانون مابين العام 1983-1984-في المدرسة الوطنية للتكوين التجاري والإداري. بعد ذلك عمل استاذا للقانون في المدرسة الوطنية للادارة مابين الفترة 2006-2011. كما شارك في مسابقة التأمين الدولي التي تم تنظيمها 1999في العاصمة التونسية" تونس" وحصل فيها على المرتبة الأولى متقدما على بقية المشاركين من مختلف دول العالم. كما مثل موريتانيا في مختلف المحافل العربية والدولية و شارك في إجتماعات عدة بشأن قضايا تتعلق بالقانون الدولي الإنساني ابتداء بدولة لبنان ، مرورا بالكويت ،والسودان ، والمغرب، وليس انتهاءا بدولة مصر التي مثل فيها الجمهورية الإسلامية الموريتانية أحسن تمثيل في مؤتمر شرم الشيخ لإتحاد العربي للقضاء الإداري في أكبر تجمع في تاريخ التعاون القضائي العربي. تولي القاضي بعض الوظائف نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر رئيس نادي القضاة ، ورئيس للغرفة التجارية ثم الإدارية في محكمة االعليا وكما كان رئيسا لمحكمة الاستئناف فى انواكشوط ثم مدعي عام لدى محكمة الإستئناف بنواذيبو ، ورئيسا لمحكمة الولاية بنواذيبو وعضوا في المجلس الأعلى للقضاء ،ثم نائبا لرئيس المحكمة العليا،ثم رئيسا للغرفة التجارية ثم الغرفة الإدارية بالمحكمة العليا وهو المنصب الذي ودع بعده القاضي سيدي ابراهيم ولد محمد ختار الأسرة القضائية في موريتانيا بعد، مسيرة مهنية مشرفة امتدت زهاء خمس وثلاثون عاما وأربعة أشهر حافلة بالعطاء في مجال القضاء. نشير في الأخير إلي أن القاضي المتقاعد مطلع دسيمبر2018 حاصل على عدة شهادات بمرتبة تقدير جيد جيدا في القانون الدولي والإنساني .
.png)
