لسفير سيدي محمد ولد بوبكر... رجل دولة ومثقف إصلاحي

اثناء زيارتي لمعرض الاسكندرية للكتاب التقيت بعض الدبلوماسيين الموريتانيين والأجانب وقد أشادوا جميعهم بالدور الكبير الذي لعبه السفير سيد محمد ولد بوبكر علي الرقم من قصر المدة الزمنية تاركا اثرا عظيما يقاس بعشرات السنين، حيث استطاع على إثر مجهود كبير ان يعيد للشناقطة ألق مجدهم و يزيل الغبار عن عديد كتب ومؤلفات و مصنفات الذين كانوا منهم يدرسون في عديد المؤسسات التعليمية، و على رأسها الأزهر الشريف، النحو وكافة العلوم الشرعية، و قد كان من تلامذتهم رواد من أهل المشورة العلمية في أرض الكنانة كان من بينهم رؤساء لجامع الأزهر الشريف.

 وفي أول زيارة يقوم بها لجامع الأزهر استدعى رئيسه جزائريا مستعينا به للقيام بالترجمة بينهما، لكن الرئيس تفاجأ عندما وجد الجزائري يرد عليه قائلا: هذا الرجل من موريتانيا، بلد المليون شاعر وأرض لغة الضاد وسحر بيانها. بعد ذلك أخبر ولد ببكر رئيس الأزهر بانه يريد الاطلاع على كتب الشيخ الشنقيطي الذي كان يدرسهم النحو فرد عليه مستغربا ومستفسرا: شيخ شنقيطي يدرس المصريين النحو؟ فرد عليه: نعم درسهم النحو. عندئذ أمر الرئيس بالبحث في امهات الكتب حتى كان له ما اراد ليفتح في الأزهر جناحا خاصا بمؤلفات "الشناقطة".

بعد ذلك دخل السفير والمثقف ولد ببكر المجالس الأدبية الخاصة بالسفراء وأثر في عطائها تأثيرا بالغا بات من غير الممكن معه عقدها بدونه. أضاف الي ذلك كونه رجل دولة بامتياز له أيضا مكانة معروفة في مجال التسيير والتخطيط الاقتصادي، ترأس حكومة بلاده سنوات كانت من أكثر الستوات نجاحا و توازنا و استقرارا.

كما أنه مستنير لا يتصف بالتقيد والتوقف ولا يفكر بجمود عقائدي، بل يفكر بوضوح وسعة أفق، ويميز عصره والأرض التي يقف عليها، وموقع البلد الذي ينتمي إليه والمشاكل التي تطرح في مجتمعه ويستطيع تحليلها وتقديم الأدلة لها، وإفهامها للآخرين.

حي معاوية