اسدال الستار على مهرجان شعب" الإيمراكن"

تختزن الدول العربية من التراث والتاريخ كنوزاً لا تعد ولا تحصى، منها ما نعرفه ومنها ما هو بديهي في العقل العربي لكن في المقابل هناك حقائق ما زلنا نجهلها، هل سمعتم بشعب "الإمراكن" العربي الموريتاني الشقيق؟.

الأسبوع الماضي، احتضنت بلدة انوامغار (شمال موريتانيا) فعاليات الحفل الختامي للنسخة السابعة من المهرجان الثقافي لشعب "إيمراكن"، الهادف لإحياء تراثه المهدد بالاندثار، من خلال إقامة مجموعة من الفعاليات، التي تتضمن العروض الفلكلورية والموسيقية والأنشطة الثقافية المتنوعة، فضلاً عن تنظيم سباقات للقوراب، وزيارات للمناطق السياحية للسكان المحليين.

و تعد  انوامغار المدينة المستضيفة للمهرجان، واحدة من أهم المناطق السياحية والاقتصادية في البلاد، إذ يعيش فيها بامتداد الحوض الساحلي لجزيرة آرغين، شعب الإيمراكن، وهو مكون اجتماعي من "البيظان" (أي الناطقين باللهجة الحسانية، تلك اللهجة البدوية المشتقة من العربية، والتي كانت تتحدثها قبائل بني حسان، التي سيطرت على أغلبية صحارى موريتانيا).

واستوطن أجداد "الإيمراكن"، منذ قرون حوض آرغين، وتميزوا عبر مختلف العصور بالاعتماد في كل مناحي حياتهم على البحر. وتشتهر نساء الإيمراكَن بمهارتهن في تجفيف وصناعة زيوت السمك، أما الرجال فينحصر دورهم في صناعة القوارب والشباك، وهم صيادون بالفطرة و هم الأولون في معرفة أسرار عالم البحار.

ويسكن  الإيمراكن قرى تسمى "لكصور"، تنتشر على شاطئ الأطلسي، من أشهرها "ابْليوخ" و"تِيويليت" و"امْحيجرات" و"انوامغار" و"أوكج" و"لمسيد" و"تيشط" و"تنعلول" و"آگادير"، تفصل بينها حدود بحرية افتراضية تم رسمها عرفياً فيما بينهم، بحيث لا يمكن لأي مجموعة ممارسة الصيد في المياه التابعة لأي من المجموعات الأخرى.

ويقول أحد المؤرخين، إن قرى الإيمراكن تأسست قديماً تماشياً مع حركة السمك على الشاطئ، ونظراً لمعرفة القوم بمواسم حركة السمك ومواطن استراحته، أقاموا قراهم في مناطق قريبة من الشاطئ، سموها المصايد، وأصبح لكل منها مجاله الذي يمارس فيه الصيد،  و تفصل بينها مسافات محددة وفقاً لأعراف وتقاليد معينة".