مسؤول مسيء غير مسؤول..!

عندما تكون الإساءة من المسؤل فلا تثريب على العامية ، من باب قول الشاعر :
إذا كان رب البيت للدف ضاربا فلا تلم الصبيان فيه على الرقص.. لبيت دعوة عمدة انواذيبو السيد القاسم ول بلالي لصحافة المدينة ، وأثناء مداخلتي التي ضمنتها جملة من الأسئلة قاطعني قائلا ( سكن أيديك ) فاعتذرت وقلت إن تحريكهما طبيعي أثناء الكلام .

فأجاب ( حرك أيديك وحرك كرعيك ) فتجاوزت تعليقه وما بدا فيه من إسفاف مسترسلا في مداخلتي قائلا : شكا إلي بعض ذوي الإحتياجات الخاصة ما قمت به من تجريدهم من وظائفهم مع ما تتطلبه وضعيتهم من تعاطف وشعور بالإنسانية .. وهنا قاطعني مرة أخرى متهكما ( انت صحافي ولل قاضي ) ألا يعلم العمدة - ولا أظنه يعلم - أن الشكوى مفهوم أوسع وأعمق من الحدود التي حصرها فيها ، ألم يقرأ لمطران :
أشكو إلى البحر اضطراب خواطري .. فيجيبني برياحه الهوجاء .

المهم أن سيادة العمدة بعد فقرات طويلة من استعراضه لبطولاته ومن تقزيمه لخصومه السياسيين من أمثال الرئيس السابق لسلطة المنطقة الحرة ول الداف . والعمد السابقين لبلدية نواذيبو ، ومدير طب العيون بانواذيبو وغيرهم ... وبعد أن مرر رسالة للحاضرين مفادها أن الصحافي المثالي هوذاك الذي يتفق أيديلوجيا مع حضرة العمدة ( القاسم ول بلالي ) بعد كل ذلك وجه إلي سهام تهكمه مرة أخرى ..

وهنا حاولت أن أجيب فنهرني قائلا ( ازمد ) !! فأجبت هذه عبارة فيها من الإساءة ما فيها ، فرد بالحرف الواحد ( أزمد ولل انصوعك ) فقلت في نفسي ( من تصدر منه هذه الإساءة لا شك تصدر منه تلك الإساءة الأخرى وأكثر ) وبعد رفضي لإساءته تلك نهر بصوت ليس بالخافت ( امرگ ) فقلت بكل سرور .. وفي الحقيقة ما كنت أتوقع من مستضيف ولو كان سيادة العمدة القاسم ول بلالي أن يطرد ضيفه ..
ولعلم الرأي العام.. هذا ليس مقالا متأنيا ولا نصا راود الفكر في لحظة إبداع، بل هو مجرد سرد في عجالة لقصة أخلاقية بطلها نائب برلماني وعمدة ثاني أهم مدينة في الوطن ، هذا الرجل لم يقم وزنا لكل هذه الاعتبارات ، ولم يراع حتى كوني أحد المنتمين للحقل الاعلامي .. ترى أهي نزعة فيه أم طبع يتملكه بين الحين والآخر .. أم أن ازدراء الآخرين وعدم احترامهم وتمزيقهم في منظوره من مكملات الشخصية العامة ..
أيها العمدة .. منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما وأنا بحكم عملي أجري لقاءات مع المسؤولين والشخصيات العامة ولم أتعرض قط لموقف مشابه . فلماذا أنت بالذات ، نعم لقد كنت أسمع عنك ولكن والله ما كنت أتخيل نفسي يوما ضحية لهكذا سلوك .. الحمد لله على كل حال .عبدالله الصوفي..صحفي