الإنتخابات ..موسم الطعن في الأنساب في موريتانيا

المحامي محمد سيدنا ول الشيخ

يخوض بعض الموريتانيين في النسب ويتلاعبون به لأغراض انتخابية. وفي سبيل السياسة سعي بعض هؤلاء إلى تحريف التاريخ وقد يكون منهم من لا يصل رحمه ،وإن وصله ربما وصله صلة المكافئ الباحث عن البطاقات الإنتخابية أو المتصيد لعورة غريم .وبقي مستوى المعاش هو سيد الموقف يتحكم في علاقات الرحم.

ومع استمرار نظام الزواج سوف يستمر نظام العشيرة ،لأن الأب يتحول جدا وتنتشر العائلة أفقيا وتتمدد ،ليبقى دور العائلة مهم بالنسبة للفرد وبالنسبة للجماعة خاصة أثناء الهزات التي قد تتعرض لها الدول .

وأهمية العائلة غير خافية بالنسبة لتنشئة الفرد الذي يقضي سنوات عمره الأولى هو عاجزا عن تولي مئونة نفسه ،وتلك الضرورة جعلت الشريعة الإسلامية تعتمد معيار حكمي في إثبات النسب وبقية الحقوق الناشئة عن الزواج ،ولم تكن تحكم حكم القافة ولا غيره من أساليب الرجم بالغيب..وعليه أمكن تصنيف النسب على النحو التالي :1 نسب ثابت من الناحيتين الحكمية والجينية ،و2هناك نسب ثابت من الناحية الحكمية فقط ،و3هناك نسب جيني ولكنه غير ثابت من الناحية الحكمية ،وهذا الأخير يشبه نسب الحيوانات إلى آبائها والذي لا يترتب عليه أي حكم شرعي .

وإذا كان واضحا لدينا أهمية العائلة بالنسبة لتنشئة الفرد ،فإن القبيلة أو المدينة أو الدولة هي الأخرى ضرورية لبقاء العائلة ،ويستحيل على العائلة العيش على كوكب وحدها دون وجود مجموعة بشرية تتعاون معها في الحياة .
وتعتبر القبيلة من أصغر تلك الكيانات التي تؤوي العائلة قبل نشأة المدنية ،ورغم هذا فإن المدنية الموريتانية لا تزال تلهث خلف القبلية خاصة في المواسم الإتخابية التي يثير الحسد رغم أنه أول ذنب عصي به الله في الأرض ،وكان الحسد سببا لمعصية إبليس في السماء ،وعلى أساس الحسد يتم الطعن في أنساب عوائل تسنمت هامات القبائل في لحظة تاريخية
معينة سعيا لتحويل مجرى ثقة الناخبين باتجاه جديد .

المغرضون تجاهلوا كون هرم العصبية في قبائل بني حسان البدوية كان محل تنافس شديد ،ومن المستحيل عقلا أن تكون قبيلة من تلك القبائل وصل بها النضج حدا جعلها تستلهم تجربة مجتمع الأوس والخزرج مع رسول الله وتستورد قادة يحكمونها بقواعد تجعل تضامنها البيني قائم على عوامل فكرية موضوعية تزيح عوامل التضامن العصبي ،فتلك الكيانات كان تضامنها على أساس عصبي بحت ،والترشح لقيادتها ممنوع على الخلساء،وإنما هو حكر على الأقحاح ،حيث يكون تنافسهم تنافس لمكارمهم ،ليفوز في نهاية المطاف من فازت مكارمه.
لو اختلت تلك القاعدة لتغير الترتيب الهرمي داخل العشيرة وتوقفت حميتها وتحولت من عشيرة إلى مدنية وهذا ما لم نسمع به...والله