احتضنت العاصمة الأردنية عمان يومي 16 و17 من تشرين اول أكتوبر الجاري ، مؤتمر دور المرأة في صنع القرار تحت رعاية فرسان السلام، وبمشاركة واسعة.
ويهدف المؤتمر الى رصد التحديات التي تواجه المرأة في تصديها للعقبات أثناء عملها في الشأن السياسي، وتغيير النظرة النمطية لدور المرأة في صنع القرار من خلال تثقيف المجتمع و التوعية الديمقراطية .كما يهدف الى عدم دمج الخطاب الديني الذي يؤثر سلبا في تقدم مسيرة المرأة وفي هاذا الإطار جاءت مداخلة الأستاذ حي حسن مدير مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات والبحوث الإسلامية بموريتانيا تحت عنوان ‘حقوق المرأة ..او النساء في القرآن .
وهذا نص المداخلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أيها السادة والسيدات..
أيها المؤتمرون والمؤتمرات..
ورقتنا في مؤتمركم الميمون هذا بعنوان:
[حقوق المرأة .. أو النساء في القرآن..]
للمرأة كرامتها الإنسانية في القرآن , وقد جعلها الله في مستوى الرجل في الحظوة الإنسانية الرفيعة , حينما كانت في كلّ الأوساط المتحضّرة والجاهلة مُهانةً وَضيْعَةَ القدر , لا شأن لها في الحياة سوى كونها لُعبة الرجل وبُلغته في الحياة . فجاء الإسلام وأخذ بيدها وصعد بها إلى حيث مستواها الرفيع الموازي لمستوى الرجل في المجال الإنساني الكريم ﴿ … لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ … ﴾ 1 . ﴿ … وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ … ﴾ 2 .
القرآن عندما يتحدّث عن الإنسان ـ وليس في حقيقة الإنسانية ذكورة ولا أنوثة ـ إنّما يتحدّث عن الجنس ذكراً وأنثى على سواء.
وعندما يتحدّث عن كرامة الإنسان وتفضيله على كثير ممّن خلق وعن الودائع التي أودعها في هذا الانسان وعن نفخ روحه فيه وعندما يبارك نفسَه في خلقه لهذا الإنسان إنّما يتحدّث عن الذات الإنسانية الرفيعة المشتركة بين الذكر و الأنثى من غير فرق .
وهو عندما يقول : ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ 7 وعندما يقول : ﴿ … إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ … ﴾
وإلى أمثالها من تعابير لا يفرّق بين ذكرٍ واُنثى : ﴿ … أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ … ﴾ 9 . لا تمايز بينها ولا فرق فيما يمتاز به الإنسان في أصل وجوده وفي سعيه وفي البلوغ إلى مراتب كماله . ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ 10 .
وقد جاء قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى … ﴾ 8 دليلاً قاطعاً على موازاة الاُنثى مع الذكر في أصالة النوع البشري , ولا تزال هذه الأصالة محتفظاً بها عبر تناسل الأجيال .
نعم , هناك خصائص نفسيّة وعقلية ميّزت أحدهما عن الآخر في تكوينه الذاتي ممّا أوجب فارقاً في توزيع الوظائف التي يقوم بها كلٌّ منهما في حقل الحياة , توزيعاً عادلاً يتناسب مع معطيات ومؤهّلات كلّ من الذكر والأنثى , الأمر الذي يؤكّد شمول العدل في التكليف والاختيار . ولننظر في هذه الفوارق الناشئة من مقام حكمته تعالى في الخلق والتدبير:
وقد عرض القرآن لكثير من شؤون المرأة في أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى وهي سورة النساء , والأخرى عرفت بسورة النساء الصغرى وهي سورة الطلاق . وأفرد القرآن سورة باسمها هي سورة مريم
وعرض لشؤونها في سورة البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم .
وقد دلت هذه العناية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة على حسب ما سطره القرآن الكريم وأنها مكانة لم تحظ المرأة بها لا في شرع سماوي سابق ولا في قوانين بشرية تواضع عليها الناس فيما بينهم.
وعلى الرغم من هذا فقد كثر كلام الناس حول وضع المرأة في الإسلام وزعموا أن الإسلام اهتضم حقها واسقط منزلتها وجعلها متاعاً في يد الرجل يزعمون هذا والله تعالى هو الذي يقول في القرآن :
{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } البقرة 228
ولو وقفنا وقفة المتأمل عند هذا التعبير الإلهي وهو قوله تعالى :{ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ } النساء 25
لعرفنا كيف سما القرآن بالمرأة حتى جعلها بعضاً من الرجل وكيف حد من طغيان الرجل فجعله بعضاً من المرأة.
ودليلا قيمة رأي المرأة وقوته ورجاحته ذكر القرآن رسالة نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام إلى بلقيس ملكة سبإ ، فلما وصتلها وقرأتْها بحضرة أعيان قومها: (قالت يا أيها الملأُ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون ِ قالوا نحن أُولُوا قوةٍ وأُولُوا بأس شديد والأمر إليكِ فانظري ماذا تأمرين. قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعِزَّةَ ًأهلها أذِلَّة ً وكذلك يفعلون…) (سورة النمل الآية 22)…
ف(أبدت لهم رأيها مفضِّلة السلمَ على جانب الحرب مُحاذرة من الدخول تحت سلطة سليمان اختيارًا لأن نهاية الحرب فيها احتمالُ أن ينتصر سليمان فتصير مملكة ُ سبإ إليه، وفي الدخول تحت سلطة سليمان إلقاءٌ للمملكة في تصرفه، وفي كِلا الحالين يحصل تصرُّفُ مَلِكٍ جديدٍ في مدينتها فعلمتْ، بشواهد التاريخ وخبرةِ طبائع الملوك إذا تصرفوا في مملكة غيرهم أن يَقلبوا نظامها إلى ما يساير مصالحهم واطمئنانِ نفوسهم من انقلاب الأمة المغلوبة عليهم في فُرَص الضعف أو لوائح الاشتغال بحوادث مهمة، فأول ما يفعلونه إقصاءُ الذين كانوا في الحكم لأن الخطر يُتوقَّعُ من جانبهم حيث زال سلطانهم بالسلطان الجديد، ثم يبدلون القوانينَ والنُّظمَ التي كانت تسير عليها الدولة، فأما إذا أخذوها عنوة ًفلا يخلو الأخذ ُمن تخريبٍ وسبيٍٍ ومغانمَ، وذلك أشد فسادا. وقد اندرج الحالان في قولها: 《إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعِزّة َأهلِها أذلة وكذلك يفعلون》
ولو ذهبنا نبرهن على حضور المرأة في القرآن الكريم وأخذها مساحة كبيرة وعميقة تليق بمكانتها وتكليفها كما كُلِّفَ أخوها وشقيقها الرجل لضاق علينا المقام ولكننا لا بد أن نأتي ببعض من ذلك حسب الأوامر والتكاليف التالية:
●العفة:
ومعناها: ما لايحل ولا يجمل ، وقد أمر الله عز وجل المرأة بغض البصر وحفظ الفرج وذلك من باب التأكيد على ضرورة وأهمية التزامها بهذه الصفات.
قال تعالى :
(وَقُل لِلمُؤمَنَاتِ يَغْضُضْنٌَ مِنْ أَبْصَارِهِنٌَ وَيَحْفَظٌنٌَ فُرُجَهُنٌَ ) النور آية31.
وقد ذكر الباري عز وجل مريم عليها السلام بأعتبارها نموذجا
للمرأة التي عفَّت فأحصنت فرجها. قال تعالى :
(وَمَرْيَمَ اْبْنَتَ عِمْرَآن الٌَتى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا )سورة التحريم آية 12
●الحياء:
إن أبرز ماجبلت عليه المرأة في بناء شخصيتها هي صفة الحياء
وهي ملبس الجمال والزينة ، ولقد بين القرآن الكريم صورة واضحة للمرأة في قصة موسى مع نبي الله شعيب عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
قال تعالى:
(وَلَمٌا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمٌَةٍ مٌِنَ اْلٌنٌاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مَن دُونِهِمُ امْرَأتَيِنِ تَذُودَانِ قَالَ مّا خَطْبُكُمَا قَالَتا لاَنَسْقي حَتٌَى يُصْدِرَالرٌعَآءُ وَبُونَا شِيخُُ كَبِيرُُ (23)فَسَقَى لَهُمَا ثُمٌَ تَوَلٌَى إلى الِظٌلِ فَقَالَ رَبٌِ إِنٌيِ لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيٌَ مِنْ خَيرٍ فَقِيِر (24)
فَجَآءتْهُ إِحْدَآهُمُا تَمْشِي عَلى اْسْتِحْيآءٍ قَالَتْ إِنٌَ أَبِي يَدْعُوكَ لِبَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنْا فَلٌَمٌا جَآءْهُ وَقَصٌَ عَلَيهِ الْقَصَصَ قَالَ لاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَومِ الٌَظالِمينَ (25)قَالَتْ إِحْدَاهُمُا يَآأَبَتِ اسْتَئجِرْهُ إِنٌَ خَيْرَ مَنِ اسْتَئئئْجَرتَ الْقَوِىٌُ الأمِينُ (26) القصص الآيات من 23/26
●الوقار في المشي:
قال تعالى:
(وَلاَ يَضْرِبْنَهٌنٌَ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينٌَ مِنَ زِيِنَتِهِنٌَ وَتُبُواْ اللا الله ِ جَمِيعٍا أَيٌُهَ الْمُؤمِنُونَ لَعَلٌَكُمْ تُفْلِحُونَ )سورة النور آية 31
●الجدية في التخاطب:
قال الله تعالى :
(فَلا تَخْضَعْنٌَ بِالْقْولِ فَيَطْمَعَ الْذي فَي قَلْبِهِ مَرَضُُ وَقُلْنَ قَوْلاٍ مٌَعْرُوفٍا ) سورة الاحزاب آية 32
والخضوع بالقول هو ترقيق الصوت واللين في القول ممايثير مواطن الضعف في قلوب الرجال فيحرك شهواتهم وغرائزهم ويطمعهم في المرأة.
●التحدث بصدق ووضوح:
قال تعالى: (وَقُلْنٌَ قَوْلا مَعْرُوفا)
●اللباس والزينة والاحتشام في الملبس:
قال تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:
(وَقُل لَلِمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارَهِنُض وَيَحْفَظْنَ فُرُجَهُنٌَ وَلايُبْدِينَ زِنَتُهُنٌَ إلآ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلَضْرِبْهنَ بِخُمُرِهِنٌَ عَلى جُيُوبِهِنٌَ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتُهُنٌَ إلٌَا لِبُعولتِهِنٌَ ) سورة النور 31
وقال تعالى: (يَآأَيٌُهَا الٌَنَبِيٌُ قُل لأَزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسآءِ الْمؤمِنِينَ يُدْنيِنَ عَلَيْهِنٌَ مِن جَلابيبِهِنٌَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤذَيِنَ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيما ) سورة الاحزاب 59
●الوفاء للزوج:
وهنا ابرز القرآن الكريم صورة وفاء زوجة أيوب عليه السلام وكيف صبرت على مرضه وفقره وظلت وفية له تقاسمه الحياة في مرها وحلوها لتكون بمثابة المثل الذي يحتذى به.
قال تعالى :
(وَاذْكُرْعَبْدَنآ أَيُوبَ إذْ نَادى رَبٌَهُ أَنٌيِ مَسٌَنيَ الُشَُيطانُ بِنُصَبٍ وَعَذَابٍ (41)ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذا مُغْتَسَلْ بارِدُُ وَشَرابُُ(42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مٌَعَهُمْ رَحْمَةً مِنٌَا وَذِكْرَى لأُوْلىِ الألْبَابِ (43)
سورة ص الايات من 41/43
●الجدية بالقول والتخاطب:
قال تعالى: (فَلا تَخْضَعْنٌَ بِالْقَوُلِ فَيَطْمَعَ الذي في قَلْبِهِ مَرَضُُ وَقُلْنَ قَولاً مَعْروفاٍ ) سورة الاحزاب:آية 32 والخضوع في القول هو ترقيق الصوت واللين في القول ممايثير مواطن الضعف في قلوب الرجال فيحرك شهواتهم وغرائزهم في المرأة
وقد حرص القرآن الكريم على إحياء هذه الخصلة الحميدة في المرأة كي يجعل منها عضوا عاملا في المجتمع تماما كالرجل للوصول بالمجتمع الاسلامي والانساني الى أبعد غايات الرقي الاجتماعي ,
●حفظ اللسان:
حفظ اللسان ليس بالامر السهل لأنه أعصى الاعضاء على الانسان اذ لاتعب في أطلاقه ولامشقة في تحريكه لذا يجب الاحتراز من آفاته والحذر من مصائده.
والمرأة المؤمنة هي التي تحاسب نفسها على كل كلمة تخرج من فمها لأنها تعلم أنه:
(مٌَا يَلْفُظُ مِن قَولٍ إلاٌ لَدَيْهِ رَقِيِبُُ عَنِيدُُ ) سورة ق اية 81
وهي – إلى جنب الرجل – معنية بقول الله تعالى:
((يِأَيٌُها الٌَذينَ ءامَنُوا لا يَسخر ْ قَومُُ مِنْ قَومٍ عَسَى الله أَن يَكُنٌ خَيْرا مِنْهٌنُنٌ وَلا تَلْمِزُواْ أَنْفُسَكُمْ وَلا تَتنابروا باألْقابِ بِئسَ الاسْمُ الفٌسُوقُ بَعْدَ الآيمَان وَمَن يَتُبْ فأُؤلَئكَ هُمُ الٌَظالِمُونَ (11)
يٌَأُيٌُها الٌذِيِنَ ءامَنُواْ اجتَنِبُوا كَثِيراً مِن الضَنِ إِنٌَ بَعْض الظٌَنِ إِثمُُ وَلا تَجَسَسوا وَلا يَغْتَب بَعضُكُم بَعْضاً أَيٌُحِبُ أن يَأكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَأتَقوا الله إنٌَ اللهَ تَواباً رَحِيمٌُ (12)) الحجرات من 11/12
●إقامة الشعائر الدينية:
لقد أمر القرآن الكريم المرأة المسلمة بعبادة الله تعالى وحده لاشريك له في مواطن عديدة منها قوله تعالى:
((وَاْلٌمُؤْمِنُونَ وَالْمؤمِنَاتُ بَعْضَهُمْ أَوْلِيآءُ بَعْضٍ يَأمُوُرُنَ بِالَمْروفِ وَيَنْهِونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَلاةَ وَيُؤْتُونَ الزٌَكاةَ وَيُطِيعُونُنَ اللهَ وَرَسُولهُ أُوْلَئِكَ سَيٌَرحَمُهُمُْ اللهُ إنٌََ اللهَ عَزيِزُُ حَكِيمُُ ))سورة التوبة 71.
وفي الختام يحسن بنا أن نؤكد على ضرورة التمسك بالمنهج الرباني كتابا ومنهجا والنظر بتمعن في الكتاب القيم المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي للمفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي والذي يدعو بكل وضوح إلي التمسك بالخطاب الإلهي فهو الصراط المستقيم والنور المبين الذي لا يتطرق إليه خلل ولا نقص وهو العاصم من القواصم والمنجي من المهالك والموصل إلى رضوان الله تبارك وتعالى القائل:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} سورة النساء 175 – 174
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.،
الدكتور أمين أبو حجلة يكرم مدير مؤسسة رسالة السلام العالمية بموريتانيا حي حسن
كما دق المؤتمرات ناقوس الخطر بخصوص عدم انتخاب المرشحات من قبل النساء، ضرورة التغيير في العديد من المفاهيم للمساهمة في مشاركة المرأة في صنع القرار
اضافة الى تقديم المساندة للسيدات اللواتي يشغلن مواقع قيادية أو مؤهلات لشغل هذه المواقع، سواء كانت المساعدة تقنية أو إعلامية، تعزيز مستوى مؤسسات المجتمع المدني بحيث تكون منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق المرأة تراعي هذه المسألة في تكوينها وطريقة عملها.
كما أكد علي ضرورة تحضير جيل من النساء القادرات على الحضور والتأثير بحيث تستطعن تحقيق إنجازات التواصل مع خبرات محلية وخارجية، التأكيد على أهمية دور المرأة في عملية صنع السلام وعمليات المصالحة وحل النزاعات وقياس تقدم المرأة من عام إلى آخر على مستوى الحياة العامة
ومشاركة المرأة في الحياة العملية تشكل أهمية لعملية الديمقراطية لأي بلد وهي تبرز طبيعة النظام السياسي والاجتماعي في الدولة عبر المستويات المختلفة كافة ، كونها تتيح للنساء أن يشاركن في تخطيط السياسات وتوجيهها بشكل يخدم فكرة المساواة ليس بين الجنسين فحسب ، بل بين جميع المواطنين بشكل عام بالتعرف على مفهوم المشاركة ومستوياتها ومراحلها والمفاهيم المتصلة بها كالمواطنة والديمقراطية والوعي السياسي ، ورصد أبرز المعوقات أمامها و التعرف على أهمية المشاركة و تحديد أبرز الطرق لتفعيلها في القرار السياسي
وفي الختام قام السيد ر رئيس فرسان السلام بتوزيع الشهادات والدروع علي المشار كين وتلقي حضرة الرئيس الدكتور امين ابو حجلة عدد من التكريمات.