تسود في أوساط الطلاب المتظاهرين والرافضين للقرارات التي تبنتها الدولة الموريتانية بهدف إصلاح التعليم الجامعي مشاعر من التفاؤل بقرب تراجع الدولة عن هذه الإجراءات والرضوخ تحت تاثير مظاهر الاحتجاج المتصل والعبث والفوضى التي يقوم بها هؤلاء الطلاب من خلال مظاهر الإضراب والعربدة في الشوارع أمام واجهة وزارة التعليم العالي ..
وهو الاحتجاج الذي تغذيه من حين لحين تصريحات لسياسيين ونشطاء مغمورين ظنا منهم ان استقواءهم بالشارع والانترنت قد يضعف الدولة ويشوش على قراراتها الاستراتيجية ..
وليس هذا السلوك مفاجئ للدولة الموريتانية ولا الحكومات خلال العشرية الأخيرة والتي عرفت هوية من يتربص بها ومن يتحين الفرص في كل مناسبة لتشويه انجازات الدولة وتبخيس الناس فيها وفي رموزها بل والتعاطي مع الجهات التي لا تخفي عداءها للبلد..
قد تكون مطالب الطلاب مشروعة بالنسبة للبعض وقد تكون عكس ذلك بالمنطلق لكن استغلال هذه الأحداث بشكل انتهازي بشع من قبل منظمات دولية وإعلامية معروفة باجنداتها الخارجية هو ما يجب على الدولة ان تنتبه له وتحسب له الف حساب... لا ينبغي لحكومة ولد الشيخ سيديا ان تكون ضعيفة الى هذا الحد ولا ان تكون عاطفية وسطحية عليها ان تتعامل بحزم مع هذه الحملة وأهدافها الأيديولوجية الواضحة... فبعد أن فشل مشروعهم واندحر ربيعهم الدموي وافلست ثوراتهم في موريتانيا وقطع الرئيس السابق شرايين كانت تمدهم بالتمويل الخارجي تسعى هذه المجموعة إلى استغلال أي حدث عرضي لتعويض الانتحار السياسي والفشل والإفلاس الذي بات السمة الأبرز لمشروعهم على مستوى خريطة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه.. لذا من واجب شبابنا الابتعاد عن أصحاب الأجندات الخاءبة وان يتجنبوا الانجرار خلف مشاريع الوهم التي تغذيه باستمرار تلك الجهات ..عليهم ان يثقوا في الدولة..