زيارة فخامة رئيس الجمهورية يوم غد لمناطق الشرق الموريتاني حدث مهم ليس لانه يعيد بنا الذاكرة الى زيارات ولد عبد العزيز الكرنفالية ومسرحياته الهزلية التي ضحك فيها على ذقون اهالي الشرق حين اوهمم بالتنمية وبالمشاريع والمصانع والتي كان ريعها النفعي يذهب الى جيوب قلة قليلة من المقربين منه وليس لانها توقظ شيطان التنافس
والاحتراب بين نخب المنطقة الذين رضوا لانفسهم ان يكونوا ادوات لخدمة الانظمة المتعفنة الفاسدة.. ما يميز هذه الزيارة الرئاسية هو انها جاءت مفاجئة ولم يتم التحضير لها ولم يطلب من النخب تنظيم حفلات التهريج والتصفيق وتصفيف الشعارات تارة باسم الاطر وتارة باسم الاسر والعشائر كما كنا نرى الى خلال عهد قريب.. لقد تم الاعلان عن موعدها في وقت قياسي وتم تحديد الهدف الحقيقي منها وهو الاطلاع عن كثب ومن خلال الميدان على حجم الاضرار المادية التي تكبدها الاهالي في ظل الغياب التام للدولة وضعف وهشاشة وغياب اجهزة الطواري ودارة المخاطر.. ينبغي ان تكون هذه الزيارة الرئاسية فرصة حقيقية للاطلاع على الواقع المزري لاهالي المنطقة الذين فقروا وهمشوا وتم تركيعهم وتركهم فريسة للضياع وغياب بصيص الامل في ذلك النفق المظلم..
النشرة المغاربية