غياب الصحة في مدينة روصو … من المسؤول -تحليل.

كشفت مصادر مطلعة من داخل مركز الاستطباب الواقع على بعد 7 كلم من مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة عن أزمة ووضعية كارثية خطيرة بسبب ضغط المراجعين لقسم تصفية الكلى و نقص حاد في الطواقم الطبية ، وانعدام الماء ودواء. وطالب المصدر من السلطات العليا للبلاد بالتدخل العاجل قبل تفاقم الأزمة الصحية التي القت بظلالها على عموم مستشفيات الولاية.
واضاف المصدر أن المستشفى عاجز عن تقديم أبسط الخدمات الصحية بل وصل عجزه الي انعدام مياه الشرب ؛ حيث توجد فيه “بركة ماء متهالكة ” لا تلبي حاجيات مرضى قسم تصفية الكلى ما جعل العاملين فيه يرفعون تقريرا مفصلا الي الجهات المعنية عن الوضعية المزرية التي كانت سببا رئيسيا في لجوء المرضي الي مدينة الاك طلبا للعلاج.

ويقول مصدر “الموريتاني” أن “الوضع الصحي في روصو تراجع بشكل كبير جدا خلال الفترة الماضية , و قال ان أحد أسباب هذا التراجع، عدم إعطاء أولوية من قبل الحكومات المتعاقبة للصحة بشكل مدروس”. وأضاف “الصحة في موريتانيا لا تعتبر أولوية مما جعل التركيز إعطاء أولوية للقطاع الصحي في الموازنة الحكومية امر ضروري”

ويعتبر سوء الرعاية الصحية في المستشفى الجهوي في روصو أحد أوجه الفساد الرئيسية كما أن نقص فرص العلاج تعتبر قضية ساخنة.

يعاني المستشفى من عجز كبير في الغرف, إذ تزدحم كل غرفة بعدة أسرة كلها مشغولة وتنام الأمهات على الأرض بجوار أسرة الأطفال المرضى أما الآباء فينامون في مقطورة قريبة اما عن حال غرف الطوارئ فحدث ولا حرج .

و يُعزى المرضي والأطباء نقص الأسرة وعدد العاملين إلى الفساد وسوء الإدارة على المستويين المقاطعي والجهوي.

حيث تعاني المستشفى الجهوي في روصو من نقص شديد في معدات طبية حيوية.

وتستورد الحكومة الدواء والمعدات الطبية من خلال الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية المعروفة باسم كاميك والتي يري مراقبون أنها شركة عتيقة ولكنها لا تحظى بتمويل كاف و مراقبة شفافة وتفشل في كثير من الأحيان في تلبية الطلب.

ويقول البعض أن الصيدليات تمتلئ بالأدوية المهربة التي ربما تجاوز بعضها تاريخ الصلاحية أو أصبح استخدامه غير مأمون العواقب.

ويعاني معظم الأطباء الشبان من ضغوط العمل الشديدة ويعمل الواحد منهم ورديات تتراوح بين 12 و16 ساعة كل يوم. في ظروف صعبة خاصة ان البلاد تعيش فترة وباء كورونا.

ويحيل كثيرون من كبار الأطباء المرضى الذين يفحصونهم في الصباح في المستشفيات العامة إلى عياداتهم الخاصة لزيادة دخلهم. ويقول أطباء ومرضى ودعاة الحق في الرعاية الصحية إن هذا يتسبب في تآكل ثقة المرضى في القطاع العام.

ويتأثر أداء الأطباء بطول ساعات العمل الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الأخطاء ويقود بدوره إلى مزيد من الاعتداءات.