جميلة تروي تفاصيل هبوط "الموريتانية للطيران" اضطراريا في مطار قرطاج..

عند الهبوط، ضج المسافرون وحبسوا أنفاسهم بعد ارتجاج الطائرة الشديد، كأن الملاح لم يعد قادرا على التصرف فيها، أحسسنا أنها اللحظة الأخيرة».. هكذا تقول جميلة وهي تجمع أنفاسها، دقائق بعد هبوط الطائرة الموريتانية على مدرج مطار قرطاج الدولي.

جميلة كانت من بين المسافرين على متن طائرة تابعة للموريتانية للطيران، أقلعت اليوم، من تونس قادمة إلى نواكشوط، لكن خللا طارئا اضطرها للعودة إلى مطار قرطاج.

تصف جميلة المشاعر المختلطة والتي تجاوزت «حد الخوف؛ لقد بلغنا مرحلة من الجزع لم نعد نستطيع معها إظهار خوفنا، خصوصا وقت الهبوط».

تقول جميلة إن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي، وبينما كان عمال الطائرة يوزعون وجبة العشاء على الضيوف، وبعد خمس وأربعين دقيقة على الإقلاع، خاطبهم الملاح «لقد تعرضنا لخلل وسنضطر للعودة على الفور إلى تونس، فالمواصلة إلى نواكشوط فيها خطر كبير».

إنها «لحظات صعبة وشعور لايوصف» تقول جميلة، قبل أن تسكت قليلا ثم تعاود الحديث عن الرحلة «الحمد لله فقط، لقد عشنا وقتا عصيبا».

ومن أكثر الأوقات شدة على كل المسافرين، تضيف: «الحمد لله لم ألاحظ شيئا قبل إبلاغ الملاح لنا عن اكتشاف الخلل، لكن بعض الركاب قال إنه شاهد من النوافذ دخانا يتصاعد من الطائرة، وهو ما أثار فزعهم أكثر».

تتحدث جميلة عن أكثر اللحظات حساسية حين «بلغ الخوف منتهاه، كان وقت الهبوط، لقد أحسسنا أن الملاح لم يعد قادرا على التصرف فيها، تسير بسرعة جنونية وتصدر أصواتا غير معهودة، واصطدمت بقوة شديدة بالمدرج، طريقة الهبوط وقوة الاصدام كادت أن تفقدنا أعصابنا».

بعد الهبوط «استعاد الجميع أنفاسه، وهنأ كل منا الآخر بالسلامة، وحيينا الطاقم على التدخل في الوقت المناسب».

وأضافت أن شركة الموريتانية للطيران، وفرت لهم باصات للنقل وأبدت استعداها لاستئجار فندق لمن يرغب في ذلك، وأنها ستستأجر لهم طائرة إلى نواكشوط، وفق تعبيرها.

في غضون ذلك أعلنت شركة الموريتانية للطيران، هبوط طائرة تابعة لها اضطرارياً في مطار قرطاج الدولي في العاصمة التونسية بعد إقلاعها منه.

وقالت الشركة في بيان مقتضب على صفحتها على (الفيسبوك) إن الهبوط جاء نتيجة خلل فني تعرض له النظام الكهربائي المضاد الجليدي المسؤول عن تدفئة النوافذ.

وأضاف الشركة أن طاقمها تنبه للخلل «في الوقت المناسب» وفضل الهبوط بالطائرة على مدرج قرطاج بعد إقلاعها منه.

ووصفت الشركة الخلل «بالعادي»، مشيرة إلى المصالح الفنية تعمل على إصلاحه بأسرع وقت ممكن.