فلسفتي حول “ملف الصحراء “

إنّ قناعتِـي بِـمَغربيّةِ الصحراء وأكثَرَ مِنها بِاتِّـخاذِ مَوْقِفٍ ما هو بتهريجِ إمَّعَةٍ، ولا نَعْقًا بِدُعاءٍ ونداءٍ لا أفقَهُ معانِيهِ، بل فرَضَهُ عليَّ تأمُّلُ أربَعِ مَـخَارِقَ:
أولاها: أنّ وحداتٍ مِن الجيش الجزائري هاجموا مدينة ازويرات الموريتانية في نوفمبر 1977 واعترف الجنود الجزائريون الأسرى أنّ معهم ضباطا جزائريين، ولم يصوِّبْ جُنديٌّ مغربيٌّ فوهة مِدفعِه قط باتجاه موريتانيا.

وثانيها: أنّ الأسرى الموريتانيين لدى البوليزاريو تم تعذيبُهم تعذيبا نُكرا أليما على الأراضي الجزائرية.
وثالِثُها: أنّ العشريّة السوداء في الجزائر وما ثبَتَ فيها مِن اعترافات عملاء المخابرات الجزائرية مِن تورُّطِهم بعد إطلاقِ اللُّحَى ولُبْسِ الجلابيب في سَفْكِ الدِّماءِ واختطاف الأبرياء لتنفير الشعبِ من الحركة الإسلامية نسَفَتْ ثِقَتِـي في المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر.
ورابِعها: أنّ تحالُفَ المؤسسة العسكريّة الحاكمة في الجزائر مع الصفويّة الحاقدة على السلم الاجتماعي في بلاد العَرَبِ يسعَى بالبوليزاريو إلى استنساخ نموذج حزب الشيطان والحوثيين في خاصرة منطقتنا.
ورغم حُبِّـي وتقديري الشعبَ الجزائري الطيب فلا يُـحْتَمَلُ أنْ أُضَحِّيَ بِـمَصير الشعبيْنِ الشقيقَيْنِ الموريتاني والمغرِبِي لِتَقَرَّ أَعْيُنُ المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر.
هكذا حِرصا مني على المصلحة العليا لِبَلَدِي (موريتانيا) بإبعادِها عن شَرر الميليشيات الباطنية واعترافا مني بثوابتِ التاريخ رغم أنْفِ المستعمر أعلنْتُ غيرَ مُتردد موقفي في مِلَفِّ الصحراء المغربية.
وأعلنُها مُدَوِّيَّةً صريحةً لا دبلوماسيّةَ فيها أنِّـي لا تربِطُني بالمغرب ساسةً وحكومةً علاقةٌ ولا تعاوُنٌ مهما قلَّ كما لم أستفِدْ منهم درهما واحِدا ولا خِدمَةً عبر التاريخ.

* الحَسَنْ ولد ماديك 
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب 
رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات