مسرحية المؤتمر و وهم المصالحة "بيان"

قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً.[الأحزاب:58]. كما ثبت في حديث  رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا. رواه مسلم.

لم تفلح قيادة البوليساريو في تجميل الوجه القبيح لانتهاكاتها الصارخة ضد معارضيها في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، رغم المحاولات المتتالية والكثيرة لتجميل صورتها .
ستجمع قيادة البوليساريو الموالين لها من المجندين للتصفيق لقرارات معدة مسبقا، هدفها التمديد لقيادة كشفت ممارساتها في مختلف المنتديات الدولية، في حين تم تغييب الأصوات المعارضة وكل من يختلف في الرأي مع خدام قصر المرادية كما، أن ملفات التنكيل بالمعارضين وانتهاكات حقوق الإنسان غيبت عن قصد في محاولة لتجميل واقع بشع، ما فتئ ضحاياه  يدينونه كل يوم.

 

لم تستطع قيادة البوليساريو، بأن تذهب الى المؤتمر دون أن تضمن عوامل نجاحه، و تتفادى الغضب المتزايد منها، فتفتقت قريحتها بإخراج مسرحية مكشوفة الفصول، فبعد سنوات من الانكار و التهرب، لم تجد قيادة الرابوني مخرجا من مازقها سوى الاعتراف مجبرة و راكعة أمام ضحاياها طلبا في الصفح والمسامحة على تاريخها الإجرامي معلنة عن جبر الضرر ، حتى تضمن نجاح المؤتمر و تعمل على تخفيف من موجة الغضب لدى كل المعارضين لها و  من أجل ان تعيد الثقة المفقودة في قلوبهم.

كيف يمكن لعاقل أن يقتنع بأن الجلاديين و المتورطين في قتل و تعذيب الصحراويين، سوف يقومون بمحاسبة أنفسهم و التكفير عن خطاياهم، و كيف يمكن أن تكون هناك مصالحة دون أن يقف المجرم و يعترف بجرمه و يحاسب عليه، هي إذن لا تعدوا سوى سراب يحسبه الظمأن ماء.

كل ما يهم قيادة البوليساريو هو المؤتمر، و هي مستعدة أن تقوم بكل شئ حتى تضمن نجاحه، حتى تضمن استمرار مصالحها و بقائها على الكراسي، فهي غير جادة في مسعاها للمصالحة و جبر الضرر، ما دامت القيادة المجرمة تعتبر الظلم و القهرو الاختطاف و القتل المتعمد أخطاء من الماضي، و المعروف بأن الخطأ عندما يرتكب فهو يكون عن غير قصد، و ليس هذا هو الحال في ما قام به العديد من اعضاء قيادة الرابوني من الخطف و التعذيب بأبشع أنواعه و حتى القتل في حق الموريتانيين و  الصحراويين، و اغلب ما تسميه القيادة أخطاء كانت مقصودة و انتقامية ، إما في إطار تصفية حسابات قبلية او قضايا شخصية.