لقد تعودت طيلة مسيرتي المهنية الى ان يكون فيه أفراد يعتقدون أن جديتي وايماني بالإنتاج والعمل لهذا الوطن والوقوف في وجه الفساد ضر أو يضر بمصالحهم الخاصة وهذا هو الشيء الذي جعلهم يبحثون عن أية هفوة في حياتي ومسيرتي ولم ولن يجدوا إلا ما تمليه عليهم مخيلاتهم المريضة .
فتارة يرمونني حسب الزبون بالجهوية وتارة بالقبلية، والذي يجهلونه حق الجهل هو أن إيماني بالله وبهذا الوطن وتربيتي وتكويني العلمي ومسيرتي المهنية وانتمائي الاجتماعي، جعلوني من كل الولايات وكل الاعراق ولا عقدة لدي كحال أصحاب النفوس المريضة الجاهلون لتاريخ بلدهم وتداخلات مكوناته …
إن مايتهم به من هم في الشأن العام وهو حب المادة والمال العام وعدم الكفاءة فلا يمكن اتهامي به، واعدائي قبل اصدقائي يعرفون ذلك، والسبب بسيط وهو انني بطبيعتي جدي في عملي، أما المال فلا شيء لدي ولا عقد يكملها المال الحلال بالأحرى الحرام ويكفيني شرفا وفخرا اني خدمت هذا الوطن الذي يستحق علي كل شيء أربعين عاما ولم اسرقه ولم أخنه ولم ابعه ولم اشارك في تمزيق لحمته الاجتماعية ولن أسعى مادمت حيا إلا في ما يخدم الصالح العام.
اما أن يأتي كذاب أو ملفق اليوم، ويقول اني قلت ان خيار ميناء انجاكو وقناة لمصيدي تم اختيارهما على أساس حرمان الضفة منهما وانها أكثر جدوائية لو كانا في مكان من الضفة غير الذي هم فيه وكأنه ليس من الضفة.
وهنا يتضح التلفيق والكذب، فقد كذب في الاولى والثانية.
ففي أي مكان الآن يمكن بناء ميناء في الولايات المطلة على النهر غير انجاكو المطل على المحيط الاطلسي و الذي يمكن ان يكون منفذا بحريا للجيران غير المطلين على المحيط إذا اصبح النهر صالحا لملاحة السفن الكبيرة ناهيك عن ما سيلعبه مستقبلا من خلق قطب صناعي مرتبط بثرواتنا السمكية والغازية وتأمين حدودنا البحرية، وفي اي مكان من النهر غير لمصيدي يمكن؟
شق قناة تروي إلى ستين الف هكتار وأكثر بانسيابية وبدون استعمال مضخات ولا محروقات ؟ زد على هذه الخاصية الاقتصادية ان المنطقة هي وحدها المؤهلة بالدرجة الأولى لسد بعض حوائج البلد من القمح والخضروات والأشجار المثمرة نظرا لطقسها البارد أكثر الفصول.
وفي الاخير أدعو الجميع الى العمل ونبذ الكسل وإرساء دعائم دولة المواطنة التي لاحظوة فيها إلا بجهد فكري أوعضلي، فمعركتنا تنموية وأعداؤنا هم الفقر والجهل و العقليات المتخلفة
عاشت موريتانيا موحدة حرة ومزدهرة.
يحي ولد حد امين