منطقة أنواذيبو الحرة "مشروع فاشل" تحول الي وكر للفساد والمفسدين..

تعتبر المناطق التجارية الحرة من الأدوات الإقتصادية التي تهدف إلى تعزيز النمو الإقتصادي وجذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة. ومع ذلك، يواجه مشروع منطقة أنواذيبو الحرة الذي إنطلق مطلع العام 2013 العديد من النواقص والاختلالات التي تسببت في تعثره وفشله في تحقيق أهدافه وتقليل جاذبيته للمستثمرين في الداخل والخارج.ولعل أحد أهم النواقص التي تعاني منها منطقة أنواذيبو الحرة هو الفساد المالي والإداري المستشري داخل المؤسسة التي تفتقد للأسس الضرورية لتحفيز وجلب المستثمرين.

فعلى الرغم من وجود العديد من المزايا التي أعلن عن تقديمها للمستثمرين مثل الإعفاء الضريبي وجمركة بعض المواد الإستهلاكية وأخرى للبناء وغيرها من التحفيزات" الصورية" إلا أنها تفتقر إلى آليات فعالة لجذب المستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار فيها.

فلازال مشروع "منطقة أنواذيبو الحرة" هو أسوء مشروع عرفته مدينة أنواذيبو ؛ حيث تحول من نعمة على ساكنتها الي نقمة عليهم؛ فعلى الصعيد العمراني والتخطيطي تحولت مدينة أنواذيبو بواسطة هذه الخطة السيئة الي مدينة ترتفع فيها أسعار القطع الأرضية و تكاليف الإيجارات بشكل قياسي جعلت ملاك المباني يحولون منازلهم الي محلات و شقق مفروشة للإيجار ٱملين في إرتفاع نسبة مدخولاتهم من الوافدين وهذا ما لم يحصل نتيجة لسوء السياسات المتبعة في جلب المستثمرين والعجز عن توفير لهم الحماية القانونية والضمانات اللازمة لنجاح مشاريعهم .

إن نعدام البنية التحتية اللازمة لتشغيل الأعمال بكفاءة، مثل الطرق والموانئ والاتصالات جعل من مشروع منطقة أنواذيبو الحرة مشروعا محكوم عليه بالفشل مسبقا نظرا لإنعدام الوسائل ٱنفة الذكر .
ليتحول من مشروع أريد له يوما أن يكون تنمويا..لكنه بفعل السياسات الفاسدة تحول لأحد أخطر أوكار الفساد والمفسدين؛ وبيئة خصبة لصفقات التراضي المشبوهة؛ والزبونية والمحسوبية التي كرسها الرئيس الحالي باعبدو لاي ممادو الذي إكتتب أكثر من 38 شخصا من أبناء عمومته و المقربين منه سياسيًا داخل المؤسسة التي ظلت تشكل عبئا حقيقيا على خزينة الدولة طيلة السنوات الماضية.

ومن هذا المنبر نطالب، رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بالتدخل العاجل وإيفاد بعثة تفتيش للتحقيق في صفقات التراضي التي أبرمت عن طريق الوسطاء والمقربين من الرئيس؛ .
كما نطالب بفتح تحقيق في مصير الأموال التي تحصلت عليها المنطقة الحرة من أظرفة المزاد العلني لبيع القطع الأرضية والتي إستحوذت عليها مجموعة معروفة للرآي العام المحلي بانتهاكها لنظام بيع للعقارات في السلطة.
-كما نطالب رئيس بفتح تحقيق في صفقة شركات النظافة التي تم توجيه عمولتها لمهندسي الصفقة رغم فشلها في تنظيف الأحياء و انتشار أكوام الأوساخ في جميع أحياء المدينة.

-كما نطالب بفتح تحقيق عاجل في إتهامات خطيرة تلاحق مدراء في المنطقة الحرة بتواطئهم مع ملاك "مصانع موكا "الملوثة للبيئة لترك الحبل على الغارب لهم وعدم فرض تطبيق إجراءت السلامة البيئية للحد من مخاطر إنتشار الإنبعاثات الملوثة.

كمانطالب بفتح تحقيق شفاف وعادل في إكتتاب عشرات الفاشلين الذين تم توظيفهم في المؤسسة خارج الإطار القانوني عن طريق المحسوبية والزبونية والمحاباة يتقاضون رواتب مجحفة دون تقديم أبسط خدمة؛.

السيد الرئيس محمد ولد الغزواني لا شك أن مشروع منطقة أنواذيبو الحرة هو مشروع أثبت على مدى 11عاما أنه فاشل بكل المقاييس وتحول الي نقمة على الوطن والمواطن لذلك نطالب بإغلاقه وادماجه في إحدى المؤسسات الإقتصادية الوطنية .