انطلاق المفاوضات الأولية بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي حول مسودة إعلان مشترك يتعلق بالهجرة..

بدأت صباح اليوم الإثنين بمقر وزارة الداخلية واللامركزية المفاوضات الأولية بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي حول مسودة إعلان مشترك يتعلق بالهجرة، طبقا لخارطة الطريق التي تم نقاشها بين الجانبين في ابروكسيل في 11 دجمبر 2023.

ويهدف اللقاء إلى إقامة شراكة استراتيجية متوازنة في مجال الهجرة، تراعي سيادة الطرفين وتصون المصالح الحيوية لكل منهما وتأخذ في الحسبان التحديات التي تطرحها الهجرة غير الشرعية للجانبين الموريتاني والأوروبي.

وأكد الأمين العام للوزارة محمد محفوظ ابراهيم أحمد، رئيس الوفد الموريتاني في هذه المفاوضات في كلمة له بالمناسبة، ضرورة أن تشمل التزامات الجانب الأوروبي ما يضمن استفادة المواطنين الموريتانيين من أفضل الامتيازات في مجال الهجرة الشرعية إلى أوروبا وأن تشمل الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين قضايا الأمن وتأهيل الشباب والتنمية والصمود.

و أضاف الأمين العام أن أهمية الوثيقة المقرر نقاشها خلال لقاء اليوم تكمن في أنها ستشكل إطارا مناسبا لتحديد طبيعة التحديات المتعلقة بتدبير ملف الهجرة واللاجئين وترسم الأهداف المتوخاة وتحدد الوسائل والالتزامات المتبادلة، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وآليات التشاور بين الطرفين وميكانيزمات التنفيذ والمتابعة والتقييم.

ونبه إلى أن الطرفين يعولان على أن تسمح هذه الشراكة بتقاسم الأعباء والمسؤوليات المشتركة، بشكل عادل ومنصف يتناسب مع المخاطر التي يتعرض لها كل طرف والتحديات التي يواجهها، مشيرا إلى الفاتورة الباهظة التي تدفعها موريتانيا بهذا الخصوص، رغم أنها في الأصل ليست بلد وجهة، كما هو الحال بالنسبة لأوروبا وليست بلد مصدر للمهاجرين غير الشرعيين وإنما هي بالأساس بلد عبور بحكم موقعها الجغرافي.

وقال الأمين العام إن لقاء اليوم يأتي بعد زيارة الوفد رفيع المستوى الاوروبي-الإسباني، لموريتانيا و الذي تقدمته رئيسة لجنة الاتحاد الأوروبي السيدة ارسيلا فتدر لاين ورئيس الوزراء الإسباني السيد بيدرو سانشيز، حيث عقد الوفد عدة اجتماعات مع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وقد تمخضت هذه اللقاءات الرئاسية عن نتائج جد إيجابية، تعكس ثقة الشركاء الأوروبيين في القيادة الموريتانية والاهتمام بموريتانيا كشريك استراتيجي هام وذي مصداقية، كما أبرزت متانة العلاقات التي تربط بلادنا بالاتحاد الأوروبي ومملكة إسبانيا، في مختلف الميادين بما في ذلك مجال الهجرة.

وأوضح أنه وبعد أيام من زيارة الوفد الأوربي رفيع المستوى، تم بإجماع اختيار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، رئيسا دوريا للاتحاد الافريقي ، مما سيمكن بلادنا التي تشكل جسرا بين إفريقيا و أروبا من لعب دور هام بخصوص تعزيز التعاون بين القارتين ، في مختلف المجالات، بما فيها الهجرة.

وخلص الأمين العام إلى القول إنه من المعروف أن أكبر متضرر من ظاهرة الهجرة غير الشرعية هي دول الوجهة مثل دول أوروبا وأنها تطرح تحديات حقيقية لدول العبور، مثل موريتانيا وأن التعاطي الناجع معها يتطلب تنسيقا محكما مع دول المصدر.

كل هذه التحديات مجتمعة تتطلب تكثيف جهود التعاون بين الأطراف الثلاثة آنفة الذكر وتعبئة الموارد الضرورية للتصدي للهجرة غير الشرعية والتي تشهد تفاقما و تزايدا.

وترأس بعثة الاتحاد الأوروبي في هذه المفاوضات السيدة كورينا اولريش، وتضم في عضويتها السفير، مندوب الاتحاد الأوروبي في موريتانيا
ويليام جونس وبعض المسؤولين السامين.

#انواذيبو اليوم