عندما يردد السياسيون أرقام الاستثمارات الضخمة والمليارية، تتناثر الأماني في أذهان الناس بالتنمية والازدهار، لكن الواقع المرير يظل يدق ناقوس الخطر، خاصةً حينما يتبين أن تلك الأموال لم تجد طريقها إلى مشاريع الخدمات العامة المنشودة.
نائب رئيس الحزب الحاكم ورئيس الوزراء السابق، يحي ولد أحمد الوقف، قد أشعل الجدل بتصريحه حول استثمارات الحكومة الموريتانية في مدينة نواذيبو، التي بلغت حسب قوله 150 مليار أوقية خلال هذه المأمورية، إذ يبدو أن سكان المدينة لم يرَوا بعد ثمار تلك الاستثمارات الهائلة.
بدلاً من أن تكون مدينة نواذيبو نموذجاً للتقدم والتطور، تعاني اليوم من إهمال مؤسف في كل جانب من جوانب الحياة..!
فمنذ تولي فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، رئاسة الجمهورية، لم يشهد سكان المدينة أي جهد جاد لتحسين ظروفهم المعيشية.
التعليم، الصحة، البنية التحتية، كلها تحديات تعصف بالمدينة دون رحمة.
مدينة نواذيبو العاصمة الإقتصادية، والمنطقة الحرة لا تملك ولا جامعة واحدة، المستشفى الجهوي الوحيد، يشكو من الضيق والتهالك، بينما الطرقات تحولت إلى أخطبوطة تلتهم كل من يخترق متاهاتها اللامتناهية.
وفي ظل هذا الواقع المرير، تبرز تصريحات الوزير كحماس زائد في وجه الانتخابات المقبلة، فلم يرَ سكان نواذيبو تحقيقاً فعلياً لوعود الاستثمارات الضخمة.
وعلى الرغم من أن الوزير يمكن أن يفتح باباً للتساؤلات حول طريقة إدارة تلك الأموال الطائلة، ولكنه يتجنب ذلك بمزاجية تجعل المواطنين يشعرون بالخيبة والاحتقار.
يظل السكان أمام موقفين لا ثالث لهما، الأول هو الاكتفاء بتصريحات فارغة ووعود لم تتحقق، والثاني هو المطالبة بفتح تحقيق جدي حول تسيير الأموال العامة وتوجيه الضوء على مصيرها، لأن الشعب يستحق أن يعرف حقيقة الأمور ولا يقبل بأقنعة زائفة.
إنها مأساة نواذيبو التي تجسد واقعاً مريراً يحتاج إلى تصحيح المسار وإعادة النظر في استراتيجيات الاستثمار والتنمية، لأن الشعب لم يعد يكتفي بالخطابات الفارغة والوعود الزائفة.
-سيدي عثمان محمد صيكه