ظاهرة تنظيف الشوارع قبيل زيارة الرئيس واهمالها على مدى أيام وأشهر العام هي ظاهرة سيئة تعكس قلة الاهتمام بالبيئة والصحة العامة من قبل الجهات "المسؤولة "في مدينة انواذيبو..
هذه الظاهرة التي دأبنا عليها أواخر ثمانيينات القرن الماضي تعتبر من السلوكيات الغير مسؤولة والتي تؤثر سلبا على سمعة الدولة وصورتها الداخلية والخارجية ؛ سيما وأن المدينة توجد فيها ممثليات للسلك الدبلوماسي بإعتبارها عاصمة اقتصادية.
عندما يتم تنظيف الشوارع وتجميلها فقط قبل زيارة الرئيس أو أي شخصية ذات المكانة الهامة لدى الحكومة ، يعني ذلك أن الجهات المسؤولة مقصرة في مسؤولياتها تجاه المواطنين ولم تقم بواجبها في الحفاظ على المظهر العام للمدينة بإعتبارها المسؤول الأول عن تنظيف المدينة شوارعها من القمامة وتنظبم أسواقها ؛ سيما وأن الحكومة ترصد مئات الملايين للقضاء على الظاهرة التي تجتاح المدينة على مدى العام وسط النداءات المتكررة للمواطنين" لكن لا حياة لمن تنادي" .
وهو ما أكده الإعلامي سيدي أحمد ولد محمد في تصريح له حول التحضيرات الجارية في مدينة انواذيبو لإستقبال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يرتقب وصوله للمدينة يوم غد الأحد في مستهل زيارة عمل تدوم ليوم واحد .
وقال ولد محمد أن المدينة تعيش وضعا مزريا بعد تراكم أكوام القمامة وجيف الحيوانات في مختلف الشوارع مسببة الروائح الكريهة التي لا تقل خطورة ونتانة عن الروائح و الأدخنة السامة المنبعثة من مصانع دقيقة السمك المعروفة" بموكا".مشيراَ الي أن حملات النظافة الصورية لا تعدو كونها حملات مؤقتة يستفبد من خلالها الفائز بالصفقة الممنوحة بالتراضي
لأحد المقربين من رئيس سلطة المنطقة الحرة .
إن تقاعس المسؤولين عن ادوارهم وتدافع المسؤولية في ما بينهم تسبب في وضع بيئي كارثي للمدينة يعكس عدم وجود استراتيجية واضحة للحفاظ على النظافة والتنظيم في المدينة. فالنظافة ليست مجرد مسألة موسمية جمالية، بل هي أيضا مسألة صحية تتعلق بصحة وسلامة المواطنين. وبالتالي يجب على الجهات المسؤولة أن تضع خططا وبرامج للحفاظ على نظافة الأحياء و والأسواق و الشوارع وتنظيمها بشكل دوري ومستمر.
علاوة على ذلك، يجب على الجهات المسؤولة أن تكون شفافة ومسؤولة في تقديم الخدمات للمواطنين، وعدم التفرقة بين مناطق المدينة في تقديم الخدمات. فإهمال بعض المناطق وتجميلها فقط قبل زيارة الرئيس يعكس عدم المساواة والظلم في توزيع الخدمات.
#انواذيبو اليوم