عندما بلغني أن الإنسان في وطني تخلى عن إنسانيته، وبعض العائلات تنام في العراء بدون مأوى . صارت الكلمات ترتعش بين أصابعي، وصراخ حبري يخترق الفضاء بحروف لغتي العربية، وباسم غير مستعار. وإن كان المساس بالعلماء خط محظور فالمساس بالمواطن والوطن لعمري أشد محظورية وأكثر خطورة. والصمت عليه وصمة عار في جبين الكتاب، والمدونين .
عليك أن تعلم يا سيدي الشيخ علي الرضى ، أنني لم أكن هنا بدافع التطاول عليكم - ولو أنك تعلم أن الإنسان هو من يتحكم في قيمته لدى الأخرين - بل الدفاع عن مصالح المواطنين دون استثناء هو ما دفعني لكتابة هذه الكلمات .. الأرملة التي تعمل ، وتكد طوال حياتها من أجل توفير سكن لائق لأبنائها . اشتريتم بيتها بثلاثين مليون أوقية . حيث دفعتم لها مليون واحد. والباقي تحول إلى الكبريت الأحمر يذكر ولا يرى . ثم بعتم البيت فوق رأسها بسبعة عشر مليون أوقية فقط . أية تجارة هذه يا عالم ؟ ألا تعلم أيها العالم الجليل أنك ستسأل أمام الله عن مصير هذه السيدة وأبنائها . وأن حقهم لا يغفره الغفورالرحيم ؟
ألا تعلم -وأنت رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول عليه الصلاة والسلام -أنه صلى الله عليه وسلم رفض الصلاة على ميت مدين بدينارين ؟ فمن سيصلي عليك وأنت مدين بمليارات أوقية ماطلت في تسديدها حتى طواها النسيان ؟ أم أن الحكومة التي منحتك حصانة من العقاب على الإستهتار بالمواطنين و قوانين البلد ستقيك ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ؟
دعني أقول لك يا سيدي ، إن كنت فعلا عالما جليلا ورجل دين أنك ضللت طريقك حين اتخذت سوق العقارات محراب عبادتك .
وارتكبت خطأً ليس له غفران. لأن كل عبد من عبادنا الصالحين معتكف في واد غير ذي زرع يناجي ربه، وهو في الحياة الدنيا من الزاهدين . وإن كنت لا قدر الله ممن يرتدي عباءة الدين من أجل تحقيق المصالح الخاصة حيث عبادة المال فوق كل عبادة . فتلك جماعة منتشرة في العالم الإسلامي تخدع الناس عبر التظاهر بمظهر رجال الدين من أجل كسب أكبر قدر ممكن من المال وتحقيق كل مآربها التي تلطخ وجه الحضارة الإسلامية بالعار.. فاقترح عليك والحالة هذه الرجوع إلى بلدك الأصلي فصعيد كنانة أسهل خداع حيث تنتشر الأمية والجهل المبين !والله المستعان وعليه التكلان .