لإن كانت الحقيقة هي الصدق في تعارضه مع الكذب وهي الواقع في تعارضه مع الوهم، ولإن كان الإنصاف هو الموضوعية التي تقتضي من الإنسان إنصاف الإنسان؛ بل وحتى إنصاف نفسه من نفسه؛ فلا يضعها فوق ماتستحق ولا يذلها فيجعلها دون ما تستحق، ولا يلصقها بما هي منه براء والحال هذه مع غيره، ومن أنصف نفسه أنصف الآخر وكان موضوعيا؛ ثم إن الإنصاف توأم العدل-كما يقال- والإنصاف من شيم الأشراف.